للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَبَّ اللَّهِيفُ (١) لها السُّبوبَ بطَغْيةٍ ... تُنْبِى (٢) العُقابَ كما يُلَطُّ الِمجنَبُ

قوله: صَبّ، أي دَلَّى حِبالا له يَرْبُطُها في شيء ثم يتدلّى. والسَّبوب (٣): الأسباب، وهو الحبال الّتي يرقى فيها ويَنْزل بها. والطَّغْية: شِمراخٌ من شَماريخ الجَبَل وهو مُسْتَصعَبٌ مِن الجَبَل. فيقول: هذه الطَّغْيَة كالمِجْنَب. والمِجْنَب: التُّرْس. والمَلْطوط: المُسوَّى (٤)، وذلك من مُلوستها. وكلَّما حَجَبْتَ شيئا فقد لَطَطْتَ دُونَه. وُيَلَطُّ: يُسْتَر. وإنما أراد كالتُّرْس المَلْطُوط، كما يُلَطُّ الحائِط (٥).

وكأنه حِينَ استَقَلَّ يرَيْدِها ... مِن دُونِ وَقْبَتِها لَقًا يَتَذَبْذَبُ

الرَّيْد: شَبِيهٌ بالحَيْد. يقول: فكأنّه شيءٌ أُلْقى فهو يَتَذَبْذَب. واللَّقا: ثوبٌ خَلَق. وَقْبَتُها: خَرْقُها مِن أعلاها إلى أسفَلها. والوَقْبُ: النَّقْبُ في الجَبَل؛ وأنشَدَنا أبو سعيد:

بِدَوْسَرِىٍّ (٦) عَيْنُه كالوَقْبِ ... ناجٍ أَمامَ الرَّكْبِ مُجْلَعِبِّ

وقال أبو زَبيد: * كأنّ عَيْنيَه في وَقْبَيْن مِن حَجَرٍ *. ويَتَذَبْذَب: يتطوّح.


(١) اللهيف: الملهوف المكروب.
(٢) كذا في ب واللسان مادتي (لهف) و (طغى).
والذى في الأصل: "تثنى". وفي اللسان مادة (طغى) في تفسير قوله: "تنبى العقاب" أي تدفع لأنها لا تثبت عليها مخالبها لملاستها.
(٣) نقل صاحب اللسان عن ابن برى أن السبوب جمع سب (بكسر السين وتشديد الباء).
(٤) لم نجد اللط بمعنى التسوية والتمليس فيما راجعناه من كتب اللغة. والذي وجدناه أن اللط بمعنى الستر، وبمعنى الإلصاق؛ يقال: لط الحوض إذا ألصقه بالطين ليس خلله. فلعله أخذ معنى التسوية والتمليس للط من هذا المعنى. والذي في اللسان (مادة لط) أن الملطوط هو المكبوب على وجهه. أراد أن لهذه الطغية مثل ظهر الترس إذا كببته؛ واستشهد بهذا البيت.
(٥) لط الحائط، أي ألصق به الطين لسدّ ما به من خلل.
(٦) الدوسرىّ: القوىّ الضخم من الإبل. والمجلعب: الجادّ في السير.

<<  <  ج: ص:  >  >>