للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعرابيُّ مُقْحَم، أي أصابته مَجاعة فأقحمتْه الأمصارَ. وصائب: قاصد. للِمرء كان

صحيحا. ونَجيس: لا يَكاد ويُبرأ منه، وأَنشَدَنا (١):

* وداءٌ قد اعْيَا بالأَطبّاء ناجِسُ *

ومنه قولهُم: تَقَع الفتنةُ فتقحِّم أقواما في الكفر تقحيما؛ ومنه المَثَل:"إنه لثَبْتُ (٢) الغَدَر" والغَدَر (٣): جِرَفَةٌ (٤) وحِجَرة.

وَسْنانُ ليس بقاضٍ نَوْمةً أبدًا ... ولا غَداةُ يسيرُ الناسُ لَم يَقُم

يقول: لا تَراه أبدا إلّا كأنه وَسْناُن مُسترخٍ، كأنه نائم من الضَّعف وليس بنائم. يقول: كان صحيحا فهو اليومَ وَسْنانُ مِن الضعف.

في مَنْكِبَيه وفي الأصلاب (٥) واهِنةٌ ... وفي مَفْاصِلِه غَمْزٌ مِن العَسَمِ

ويرُوَى "في مِرْفَقَيه". واهِنةٌ: وَجَعٌ يأخذ في المَنْكِبيَن والعُنُق. والعَسَم: اليَبْس، يريد أنّ مفاصِلَه قد يَبِستْ؛ يقال: عَسِمَ يَعْسَمُ عَسَما.

إِنْ تأتِه في نهار الصَّيفِ لا تَرَه ... إلّا يُجمِّعُ ما يَصْلى مِن الحُجَمِ

ما يَصلَى. أي ما يَصْطلِي به في الشّتاء , يريد أنّ الهَرِم لا تراه في شِتاءٍ ولا في قَيْظٍ إلاَّ يجمِّع ويُعِدّ للشتاء الحَطبَ؛ لأنه لا يُسافِر ولا يَبْرح. والحُجْمة: حَرُّ النار.


(١) الشطر لأبي ذؤيب؛ وقد سبق في شعره.
(٢) جاء في اللسان في تفسير هذا المثل ما نصه: "رجل ثبت الغدر إذا كان ثبت في مواضع القتال والجدل والكلام". وقيل في تفسيره: إنه يقال للرجل إذا كان ثبتا في جميع ما يأخذ فيه. وقال اللحيانيّ: معناه ما أثبت حجته وأقل ضرر الزلق والعثار عليه. وإنما أورد الشارح هذا المثل في هذا الموضع لأنه في معنى قول ساعدة: "صائب القحم".
(٣) في الأصل: "والغدرة" والتاء زيادة من الناسخ.
(٤) في كلتا النسختين "حفره" وهو تحريف؛ والتصويب من كتب اللغة في تفسير الغدر بالتحريك. والجرفة: جمع جرف بضم فسكون والحجرة جمع جحر بضم فسكون أيضا.
(٥) في رواية: "الأرساغ" مكان "الأصلاب".

<<  <  ج: ص:  >  >>