للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَغْشى (١) الحُزُونَ بها عَمْدا ليُتْعِبها ... شِبْهَ الضِّرار فما يُزْرِى بها التَّعَبُ

قال: والقِفاف: غَلِظٌ من الأرض لا تَجرِى فيه الخَيْل (٢). يقول: فلمّا أَصْحَرتْ عن القِفاف أدْرَكَتْها الخَيْل.

أنْحَى عليها شُراعِيًّا فغادَرَها ... لَدَى المزاحِفِ تَلَّى في نُضُوخِ دَمِ

أَنْحَى: حَرَّفَ إليها وحَمَل عليها رُمحا. [شُراعيّا]: طويلا، وهو منسوبٌ إلى رجل أو إلى بلد (٣). وقوله: تَلَّى، يقال: تركتُه تَلِيلا أي صَرِيعا. وقوله: لدى المَزاِحف، أي عند المَزاحِف. قال أبو سعيد؛ النَّضخ أشدُّ من النَّضْح.

فكان حَتْفًا بِمقدار وأَدْرَكَها ... طُولُ النّهار وليَلٌ غيرُ مُنصَرم

يقول: فكان ما أصابها بمقدار. وأدْركها طولُ النهار والليل، ولا يَسلَم عليهما شيء. يقول: غَوائلُ النهار والليل الذي لم ينصرم ولَمْ ينقطع. وقوله: غيرُ مُنصَرِم , يقول: يذهب ويعود.

هل اقتَنَى حَدَثانُ الدَّهرِ من أَنَسٍ ... كانوا بمَعْيَطَ (٤) لا وَخْشٍ ولا قَزَم

قال أبو سعيد: قوله "هل اقتَنَى حَدَثانُ الدّهْر من أَنَس" جواب:

يا ليت شِعْرى أَلاَ مَنْجَى من الهرَمِ ... أي هل اقتَنَى الموتُ أحدا؟


(١) في نسخة "يعلو"؛ وهو مستقيم أيضًا.
(٢) واضح أن هذا تفسير للقف بالضم لا للقفاف الذي هو الجمع.
(٣) لم نجد في الكتب التي بين أيدينا اسم بلد ينسب إليه هذا الرمح. والذي وجدناه أنه ينسب إلى رجل أسمه (شراع).
(٤) في رواية: "من أحد" مكان "من أنس". ومعيط: موضع ببلاد هذيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>