للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى فَضَلاتٍ مِن حَبِيٍّ مُجلجِلٍ ... أَضّرتْ به أضواجُها وهُضومُها

مجلجل: فيه رَعْد. وقوله: إلى فَضَلات، أي إلى فضلاتٍ: غَدِير من هذا السحاب. والحَبيُّ: سحابٌ يَعترِض، يُقال: إنه لجيٌّ حَسَن. والهُضُوم، هي الغُمُوض في الأرض، وهي أماكِنُ مطمئنّة. يقول: فكأنّها (١) دنتْ من الماء فأَضرّت به، وليس من الضَّرَر، ومن ذلك قولُ أبي ذؤيب:

غَداةَ المُلَيْحِ يومَ نحن كأنّناء ... غَواشِي مُضِرٍّ تحت رِيحٍ ووابِلِ

يقول: كأنها (١) دَنَت منه. أَضَرّ: دنا. وضَريرَا الوادِي: ناحِيَتَاه. والأضْواج: نواحي الوادي حيث يَنْثَنِي. قال: وإذا كان في ظِلٍّ كان أطيَبَ له.

فشَّرجَها حتّى استَمر بنُطفةٍ ... وكان شفاءً شَوْبُها وصَميمُها

يقول: فَتّقَها (٢) حتى مَضَى بها معه. شَرَّجها: فَتّقها (٢). وقوله: شَوْبُها، أي مِزاجها من هذا الماء. وصَميمُها: خالِصُها، هي نفسُها. قال خُفافُ بنُ عُمَير:

فإنْ تكُ خَيْلِي قد أُصيبَ صَمِيمُها ... فعَمْدًا على (٣) عَيْنٍ تيممّتُ مالِكَا

ويقال: شِيبَ الشيءُ إذا مُزِج.


(١) لا مقتضى لقوله هنا: "فكأنها" وقوله بعد: "كأنها" إذ دنوّ الأضواج والهضوم المذكورين في البيت من الماء حاصل بالحقيقة لا بالتشبية.
(٢) في كلتا النسختين "عتقها" بالعين في كلا الموضعين؛ وهو تصحيف صوابه ما أثبتنا كما يستفاد من كتب اللغة، فقد ورد فيها أن التشريج بمعنى الخلط والمزج؛ يقال: شرج العسل والخمر ونحوهما إذا مزجهما بالماء. وقوله: "بنطفة" متعلق بقوله: "فشرّجها".
(٣) يقال: فعلت ذلك عمدا على عين وعمد عين، أي بجد ويقين. قاله في اللسان وأنشد بيت خفاف هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>