للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: لا يستطِيع أَحدٌ أن (١) يقي من لا يقيه قَدَرُه. فيُقْصر. "يقول: من الناس من يطولُ عمره، مَن قُضِيَ عليه أن يطولَ عمره لم يقصر" (٢) , أي منهم من يُقْصِر: يكون قصيرا (٣)، وليس من نحو أَقصر عن الجهل. يطيل، يكون عمره طويلا (٣). يقول: من لا يقيه قَدَرٌ لا يستطيع أن يتّقِىَ فيطولُ قَدَرُه أو يَقْصُر، إنما يقيه القدَر.

وما يُغنِي أمرأً وَلدٌ أَحَمّتْ ... مَنيّتُه ولا مالٌ أَثِيلُ

يقول: لا يُغني أمرأً حانت منيّتُه ولدٌ. أحَمّت: حانت، وحُمَّتْ: قُدِّرت. والأثيل: المؤثَّل الكثير، وهو المثَّمر؛ ويقال: حاجة مُحِمَّة بالحاء غير معجمة: يأخذك لها زَمعَ وحديثُ نَفْسٍ. والمؤثَّل من المال: المثمر؛ وقال الشاعر (٤):

ولكنّما أَسعَى لمجدٍ مؤثَّلٍ ... وقد يُدرِك المجدَ المؤثَّلَ أمثالِي

ولو أَمْستْ له أُدْمٌ صَفاياَ ... تُقَرْقِرُ في طَوائفها الفحُول

قولُه: صفايا، أي إبِلٌ كِرام. وقولُه: تُقَرْقر، أي تَهدر. وطوائفها: نواحيها.

مصعِّدةٌ حَوارِكُها تَراها ... إذا تَمْشِى يَضِيقُ بها المَسِيل


(١) كان الأولى في تفسير هذه العبارة كما يظهر لنا أن يقول: لا يستطيع أحد أن يتقى إذا لم يقه قدره كما تقتضيه مسايرة ألفاظ البيت.
(٢) الظاهر أن هذا الكلام الذي بين هاتين العلامتين قد وضع في غير موضعه من شرح البيت خطأ من الناسخ؛ والظاهر أن موضعه بعد قوله الآتى: "يكون عمره طويلا".
(٣) لم نجد في كتب اللغة التي بين أيدينا أن أقصر وأطال يجيئان بمعنى يكون قصيرا ويكون طويلا أي بمعنى قصر وطال اللازمين كما ذكره الشارح هنا.
(٤) هو امرؤ القيس بن حجر الكندي.

<<  <  ج: ص:  >  >>