للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأَصبَحَ يوما في ثلاثةِ فِتيةٍ ... من الشُّعْث كلُّ خُلّةٌ ونديمُ

أي كلُّهم خليلٌ ونديم. والشُّعث: الغزاة (١).

وقَدَّم في عَيْطاءَ في شُرُفاتِها ... نعائمُ منها قائمٌ وهَزيمُ

قَدَّم أي تقدّم ومضى؛ ويقال: قدَّم في الأمر وتقدم في معنى واحد. والعَيْطاء: الطويلة. (٢) والنعائم: واحدتها نَعامة، تُبْنى ويُطَرح عليها شيءٌ من ثُمام يَستظِلّ بها الرَّبيئة. وهَزيم: محطوم متكسر. ويقال: ضَربَه فهزم عَظمَه، أي كسَرَه ولم يُبِنْه.

بذات شُدوفٍ مستقِلٍّ نَعامُها ... بأدبارها جُنحَ الظّلام رَضيمُ

ويُروى: بأريادها، وهي الشَّماريخ التي في رءوس الجبال. والشُّدوف: الشُّخوص؛ (٣) وهي قلة الجبل. يقول: كان مربؤه إيّاها (٤) جنحَ [الظلام]. رضيم، أي حجارةٌ، يُرضَم بعضها على بعض، يُبنَى نعامُها، وتجعل (٥) في أصول النعائم لئلا تقع.

وقوله: مستقلّ نعامها, أي مرتفع نعامها. بأدبارها, يقول: بأدبارها هذه الشُّخوص رضيم؛ أي حجارةٌ صغار تُستَر بها.

فلَم يَنْتَبِه حتى أَحاطَ بظَهره ... حسابٌ وسِرْبٌ كالجَراد يَسومُ


(١) تفسير الشعث بالغزاة تفسير باللازم, وإلا فالأشعث هو المتلبد الرأس المغبّره, المتفرق الشعر.
(٢) الطويلة, أي الهضبة الطويلة.
(٣) وهي أي ذات الشدوف، لا الشدوف نفسها.
(٤) لعله "بها" مكان قوله: "إياها".
(٥) وتجعل، أي الحجارة السابق ذكرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>