للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَواظٍ في الجَفِير مخوَّياتٍ ... كُسِين ظُهارَ أصحرَ كالِخياط

لا يعرفه الزِّياديّ ولا الرِّياشيّ. قال أبو العباس: رواه أبو عمرو الشَّيبانيّ. الخِياط: زِقُّ زيت أي كأنّه وِعاءٌ للزيت (١)، فربّما شُقّ فَجُعل مِثلَ القَروِ (٢)؛ وأنشدنا:

* وصاحب القَرْوِ من الخِياطِ *

ومَرْقَبةٍ نَمَيتُ إلي ذُراها ... تُزِلّ دَوارجَ الحَجَل القَواطي

مرقبة: موضع يُرْبأ فيه ويُرقَب. نميتُ: علوتُ وارتفعتُ إلى أعاليها.

والقَواطِي: اللّواتي يقاربن الخَطو، يقال: قطا يقطو إذا قارب المشيَ.

وخَرْقٍ تَحسِر الرُّكْبانُ فيه ... بعَيدِ الغَوْلِ أغبَر ذِي نِياط

خَرْق: فلاة بعيدة واسعة. والغَوْل: البُعد؛ يقال: هوّن الله عليك غَوْل الأرض، أي بُعدَها. تَحسِر، أي تَكِلّ رِكابُهم وتسَقط من الإعياء. قوله: ذي نِياط، أي بعيد، يقول: هو من بُعدِه كأنّه قد عُلِّق ببلد آخرَ أي وُصِل به. أغبر: عليه هَبْوَة:

كأنّ على صَحاصِحِه مُلاءً ... منشَّرةً نُزِعنَ مِن الِخياط


(١) لم نجد في كتب اللغة التي بين أيدينا الخياط بهذا المعنى الذي ذكره الشارح هنا. والذي وجدناه أن الخياط ما يخاط به، ولم يفسر الشارح بقية ألفاظ البيت. والخواظي: الغلاظ والصلاب. والظهار: الريش: وقيل: الظهار من ريش السهم ما جعل من ظهر عسيب الريشة، وهو الشق الأقصر، وهو أجود الريش، الواحد ظهر. والأصحر قريب من الأصهب. وقيل: هو الذي في لونه غبرة في حمرة خفيفة إلى بياض قليل. يريد ريش طائر أصحر. ولم نجد لقوله: "مخوّيات" معنى يناسب سياق البيت فيما راجعناه من كتب اللغة.
(٢) لم نجد من معاني القرو معنى يناسب السياق، فلعله الفرو بالفاء الموحدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>