للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما لكم والفَرْطُ (١) لا تَقْرَبونه ... وقد خِلْتُه أَدنى مآبٍ لقافلِ

فما لكم والفَرْط لا تَقْربونه، يقول: أجليتكم عن بلادكم بهزائمَ. قال أبو سعيد: ودُبَيّة قُتِل في الجاهليّة، ولم يقتله خالد بن الوليد -رضي الله تعالى عنه - قال: "وكانت العُزَّى شجرةً لها شُعبتان فقطعها خالد بن الوليد، وقال خالد للعُزَّى.

كُفرانَكِ اليومَ ولا سبحانَكِ ... الحمد لله الّذى أهانك" (٢)

والقافل: الراجع إلى أهله.

فعَيْنى ألا فابكى دُبَيّة إنه ... وَصولٌ لأرحامٍ ومِعْطاءُ سائلِ

فقَلْصِى وَنْزلِى (٣) ما وَجدتمْ حَفيلَه ... وشَرِّى لكم ما عشتمُ ذو دَغاوِلِ

يقال: حَفَل عَقْله إذا اجتَمعَ، وكذا يقال للوادى إذا كثر ماؤه، وحَفَلَ المجلسُ إذا كثر أهله. وحَفَلت الناقةُ إذا اجتمع لبنها؛ ويقال للرّجل إذا عمل عملا اجتَهَد فيه: احتَفَل، واحتفال الشيء: شِدّته واجتماعه. قَلْصِى: انقباضى عنكم. ونَزْلَىْ (٤): استرسالى لكم. وقوله: ذو دَغاوِل أي ذو غائلة. ولا ندرى واحدةَ دَغاوِل، ولكنّا نَرَى أنّها دَغْوَلة.


(١) يلاحظ أن الشارح لم يفسر الفرط وهو طريق بتهامة قاله ياقوت وأنشد هذا البيت.
(٢) ذكرت هذه العبارة هنا لأن المرثى كان صاحب العزّى ومن سدنتها انظر الأغانى ج ٢١.
(٣) في الأصل: "وبزلى"؛ بالباء. والتصويب عن اللسان (مادة قلص) وروى فيه "قد وجدتم".
(٤) قال في السان بعد ذكر ما ورد هنا في تفسير القلص والنزل: يقال للناقة إذا غارت وارتفع لبنها قد أقلصت، وإذا نزل لبنها قد أنزلت؛ وحفيله: كثرة لبنه (اهـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>