للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سوف تُدْنيك من لَمَيسَ سَبَنْتا ... ةُ أَمارتْ بالول ماءَ الكِراضِ (١)

والشَّفيف: البَرْد (٢). يقول: يجد البرد فينقبِض ولا يُسرع المشىَ. قال: فكذلك أنا مَشَيتُ على رِسْلِى. يقول: وردته على آزوِرارٍ ومخافة وأنا مقشعرّ مخافَة أن يكون به عدوّى.

فَخضخَضتُ صُفْنِىَ في جَمِّهِ ... خِياضَ المُدابِرِ قِدْحا عَطوفا

المدابِر: الذي يعادِى صاحبَه ويقاتلُه من كلَبه على القِمار فقد قُمِر فهو يُخضخِض قِدْحَه من الحَرْد (٣). والعَطوف: القِدْح الّذى يردّ (٤) مرّة بعد مرّة. وخِياض يريد خِواض "في معنى (٥) خائض" والصُّفْن: بين القِربة والعَيْبة. يقول: خَضخَضتُ الصُّفنَ لم أقدِر أن أستقىَ منِه مما عليه (٦) حتّى حرّكت الصُّفْن. فكشفتُ ما عليه من الدِّمْن (٧)، يعني بهذا أنّه لا عهد له بالبَوْك (٨).


(١) البيت للطرماح. والكراض، قيل: هو ماء الفحل. يقال: كرضت الناقة تكرض كرضا وكروضا قبلت ماء الفحل بعد ما ضربها ثم ألقته، واسم ذلك الماء، الكراض؛ وقيل الكراض في البيت هو حلق الرحم بفتح الحاء واللام. والسبنتاة الناقة، وصفها بالقوة لأنها إذا لم تحمل كان أقوى لها اهـ ملخصا من اللسان (مادة كرض).
(٢) ذكر بعض المفسرين أن الشفيف الريح الباردة فيها ندى. ويراح الشفيف أي يشمه. وقال بعض المفسرين: يراح يستقبل الريح (السكرى).
(٣) الحرد: الغيظ والغضب. وقال في اللسان (مادة خوض) في تفسير المدابر أنه المقمور يقمر فيستعير قدحا يثق بفوزه ليعاود من قمره القمار.
(٤) كذا في شرح السكرى. وفي اللسان أن القدح العطوف هو الذي يعطف على القداح فيخرج فائزا. وقيل هو القدح الذي لا غنم فيه ولا غرم، سمى بذلك لأنه فى كل ربابة يضرب بها. وفى الأصل "يراد"، وهو تحريف.
(٥) كذا وردت هذه العبارة التي بين هاتين العلامتين في الأصل. ولم نتبين معناها؛ والذي في اللسان (مادة خوض) أن الخياض هو أن تدخل قدحا مستعارا بين قداح الميسر، يتيمن به، يقال: خضت في القداح خياضا وخاوضتَ القداح خواضا وأنشد هذا البيت؛ ثم قال في تفسير خضخضت: إنه تكرير من خاض يخوض.
(٦) في الأصل "علمته"، وهو تحريف صوابه ما أثبتنا كما يقتضيه السياق.
(٧) الدمن: البعر، يقال منه دمنت الماشية الماء.
(٨) البوك تنوير الماء. ولا عهد له أي للماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>