للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَدَ الشبابَ أبوكِ إلاَّ ذِكرَه ... فاعجبْ لذلك فِعْلَ (١) دهرٍ واهكَرِ

قال أبو سعيد: الهَكر: أشدّ العَجَب.

أزُهَيْرُ ويحَكِ ما لرأسِي كلَّما ... فَقَدَ الشَّبابَ أَتَى بلَونٍ مُنْكَرِ

يقول: أَتىَ بلَوْن أُنكِره، وهو يريد بياضا بعد سواد.

ذهبتْ بشاشتُه وأصبح واضحا ... حَرِقَ المَفارِق كالبُراءَ الأَعْفَرِ

البشاشة: اللّذّة (٢). والحَرِق: الّذى كأنما أصابته نار أو رِيحٌ فاحترَق. وقوله: كالبُراء، البُراء والبُراية واحد، وهو بُراية القِىسيّ. والأَعْفَر: الأبيض الّذى تعلوه حُمْرة.

ونُضِيتُ ممّا تَعْلَمين (٣) فأصبحت ... نفسى إلى إخوانِها كالمُقذَرِ

نُضِيتُ أي سُلِخْت. كالمُقْذَر أي ذلك الأمرُ الَّذى يستقذِره الناس أي يُستقذَر، وهو كالمصْدَر.

فإِذا دعاني الداعيمان تأيَّدَا ... وإذا أُحاوِلُ شَوْكَتى لَم أُبْصِرِ

تأيَّدَا: تَشَدّدا. يقول: لا أسمع صوتا، فقد قَلَّ سمعي. وإذا أحاول شوكتى يعني شوكةً تدخل رِجْلَه وفي بعض جسده.

يا لَهْفَ نفسي كان جِدّةُ خالدٍ ... وبياضُ وجهكَ للتَّراب الأَعْفَرِ

يقول: دُفِن في أرضٍ ترابُها أعفَرُ إلى الحُمرة ما هو.


(١) في اللسان (مادة هكر) "ريب دهر".
(٢) الذي وجدناه في كتب اللغة أن البشاشة هي الطلاقة والانبساط والأنس ونحو ذلك. ولم نجد البشاشة بمعنى اللذة فيما راجعناه من الكتب.
(٣) في اللسان "مادة نضا" "مما كنت فيه".

<<  <  ج: ص:  >  >>