للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخو الأَباءةِ إذْ رأى خِلّانَه ... تَلَّى شِفاعا حَولَه كالإذْخِر (١)

تَلَّى أي صَرْعى. شِفاعا: اثنين اثنين، يريد قَتلَى كثيرةً كالإذْخِرِ، قال أبو سعيد: ولا نجد إذْحِرَة واحدةً، إنما نجد الأرض مُستَحْلِسة. والأَباءَة: الأَجَمة والجِماع الأَباء.

لمَّا رأى أن ليس عنهم مَقْصَرٌ ... قَصَرَ الشِّمالَ بكلّ أبيضَ مطْحَرِ

قَصَرَ الشِّمال، يريد حبَسَ شِمالَه، والمِطْحَر: سَهْمٌ بعيدُ الذَّهاب.

وعُراضة السِّبَتَيْن (٢) تُوبِع يَرْيُها ... تأوِى طوائفُها لعَجْسٍ عَبْهَرِ

هذه قَوْس؛ يقول: هي عرِيضة مُدْمَجة مستديرة. والعَجْس: كَبِدُها حيث يَقبِض الرامي. ويقال عَجْس وعُجْس ومَعْجِس ثلاث لغات. والعَبْهَر: الممتلئ.

يأوِى إلى عُظْم الغَريف ونَبْلُه ... كسَوام دَبرْ الخَشْرِم المتثوِّرِ

الغَريف: شجر. وقوله: كسَوام دَبرْ، سَوامُه: ذَهابهُ في السماء كما تَسُوم الإبلُ تَذهبُ في الأرض تَرعى. والدَّبْر: الذي يعسِّل. والخَشْرَم: الذي يلسع، كأنَّه أضاف بعضَها إلى بعض (٣) إذا كان لا يعسِّل.


(١) الإذخر: حشيش طيب الريح أطول من الثيل، وهي شجرة صغيرة، قال أبو حنيفة: الإذخر له أصل مندفن دقاق ذفر الريح، وله ثمرة كأنها مكاسح القصب إلا أنها أرق وأصغر، ويطحن فيدخل في الطيب وهي تنبت في الحزون والسهول، وقلما تنبت الإذخرة منفردة.
(٢) سية القوس: ما عطف من طرفيها، وفيها الفرض الذي فيه الوتر. وطائف القوس: ما بين سيتها وأبهرها، والأبهر من القوس: ما بين الطائف والكلية.
(٣) ذكر في اللسان (مادة خشرم) أن الخشرم مأوى النحل أو أميرها، وأنشد بيت أبى كبير هذا وقال: أضاف الدبر إلى أميرها أو مأواها، ولا يكون من إضافة الشيء إلى نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>