للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغيِّث: شيء بعد شيء من جَرْيِه؛ ويقال بئر ذاتُ غَيِّث إذا كان ماؤها يجيء شيئاً بعد شيء. وفرس ذو غَيِّث أي يجيء منه عَدْوٌّ بعد عَدْو؛ يريد أنّه شديد الجَرْي، وإنما جَعَل هذا مَثَلا. والبَثْر: الكثير. وسِوارُ المُلْجِم: مُساوَرَتُه إيّاه إذا كان الإلجام.

وكأنّ أَوْشالَ الجَدِيّةِ وَسْطَها ... سَرَفُ الدِّلاءَ مِن القَلِيبِ الِخضْرِمِ (١)

الوَشَل: الماء يَقطُر ويسيل؛ ويقال عَيْن بني فلانٍ تكفيهم ويَذهَب باقيها سَرَفا في الأرض. والخِضِرم من الآبار: الكثيرة الماء. والخِضْرِم من الرجال: الكثير الخير والفضل.

قال الأصمعي. وزعم جريرُ بنُ حازم (٢) قال: قال لي العجَّاج: أو قال لرجل: أين تريد؟ قال: البحرين. قال. لَتَوافِقنّ بها نَبيذا خِضْرِما أي كثيرا. وسَرَفُ الدِّلاء: ما يَذهب من الماء فضلا عمّا يُستقَى، يقال: ذهب ماءُ القَلِيبِ سَرَفا.

متبهِّراتٍ بالسِّجال مِلاؤها ... يخْرجن من لجَفٍ لها ملقِّمِ (٣)


(١) يلاحظ أنه لا صلة بين هذا البيت وبين ما قبله؛ والظاهر أن قبل هذا البيت بيتا أو أكثر قد سقط من القصيدة، إذ أن هذا البيت في وصف طعنة طعن بها هذا الفارس السابق ذكره أحد هذه الحمر كما يتبين ذلك من ذكر الجدية، وهي الطريقة من الدم.
(٢) في اللسان (مادة خضرم) "ابن الخطفي" وقد وردت فيه هذه القصة هكذا: وخرج العجاج يريد اليمامة، فاستقبله جرير بن الخطفى، فقال: أين تريد؟ قال: أريد اليمامة؛ قال: تجد بها نبيذا خضرما" اهـ.
(٣) ضبط هذا اللفظ في اللسان مادتي (لجف وبهر) بفتح القاف المشدّدة. والذي في الأصل: "كسرها" وهو الصواب كما يظهر لنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>