للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموت مُعصِم، يقول: أنا متعلّق بعَدْوٍ شديد فيُنجِينى. ويقال للرجل: اُشدد يديك بغَرْزِ (١) فلان، إذا أمره أن يَلزَمه. ويقال: أعصَمَ الرجلُ بعُرْفِ فرسِه إذا تعلّق به، والمُعصِم: المتعلّق.

فوالله ما رَبْداء أو عِلْجُ عانةٍ (٢) ... أقبُّ وما إنْ تَيْسُ رَبْلٍ (٣) مصمِّمُ

الرَّبْل: نبت يَنبتُ فى قُبْلُ الشتاء (٤). ورَبْداء: نعامة سوداء إلى الغُبرْة.

وعِلْج: حمارٌ غليظ. أقبّ: خميصُ البطن. ومصمِّم: يركب رأسَه ويمضِى. وعَنَى بالتّيسِ (٥) ظبيا.

وبُثّت حِبالٌ فى مَرادٍ يَرودُه ... فأخطأه منها كِفافٌ مخزَّمُ

فى مَرادٍ يَرودُه، أي فى مسارحَ يَسرَح فيها. وكِفاف، يعني كِفّةَ الحابل وهي شيء يُعمَل مِثل غِلاف القارورة؛ ثم يُجعل فيها خَرْق، ثم يُجعل عليها خَيْط بأُنشْوطة، ويغطَّى بتراب، فإذا دخلتْ يدُ الظبى فيها نفَضَها فنَشِبَت (٦). وقوله: مخزَّم، أي منظَّم.


(١) الغرز فى الأصل: ركاب الرحل، وهو فى هذا البيت وفى قوله: "اشدد يديك بغرز فلان" استعارة.
(٢) العانة: القطيع من حمر الوحش.
(٣) فى الأغانى ج ٢١ ص ٥٦ "رمل" مكان قوله "ربل".
(٤) فى قبل الشتاء بضم فسكون وبضمتين أي فى أوّله؛ والقبل بهذا الضبط من الزمان: أوّله. وعبارة اللغويين فى تفسير الربل أنه ضروب من الشجر إذا برد الزمان عليها وأدبر الصيف تفطرت بورق أخضر من غير مطر.
(٥) قال فى اللسان (مادة تيس): والعرب تجرى الظباء مجرى العنز فيقولون فى إناثها المعز، وفى ذكورها التيوس، قال الهذلى:
وعادية تلقى الثياب كأنها ... تيوس ظباء محصها وانبتارها
(٦) عبارة اللسان: الكفة ما يصاد به الظباء يجعل كالطوق.

<<  <  ج: ص:  >  >>