للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَم يَبقَ من عرشِها إلاَّ دِعامتُها ... جِذْلانِ مُنْهدمٌ منها ومنصوبُ

قوله: من عرشها، وهو أن يوضع فوق هذه الدِّعامةُ ثُمامٌ أو شيء يستظلّ تحته. فيقول: لم يَبق من عرشِ هذه إلا جِذْلان: عُودان، واحد قائم والآخر ساقط.

بصاحب لا تُنالُ الدهَر غِرَّتُه ... إذا افتَلَى الهَدَفَ القِنَّ المعازيبُ (١)

فأراد لستُ لمُرّة إن لم أُوفِ مَرقبةً بصاحبٍ لا يَفْتُر إذا افتَلَى الهدف. والهَدَف: الثقيل الوَخم من الرجال. والقِنّ: الذي أبوه عبدٌ وأمّه أمة. وقوله: اِفتَلَى الهدفَ أي فلاه (٢) من أهِله كما يُفلَى الفَلّو (٣) من أمّه، أي ذهبت به الغنم وهي معازيب فأراد: بصاحبٍ ليس براعٍ.

بَعثتُه بسواد الليلِ يَرقُبُنِى ... إذ آثر النومَ والدِّفءَ المنَاجِيبُ (٤)

المَناجِيب: الضعفاء الذين لا خير فيهم. ومنه سهمِ منجاب (٥) للّذى لاريش عليه. والدِّفء، أي عليه ما يُدفِئه.


(١) أصل المعازيب هنا معازب جمع معزبة كمفرقة وهي الأمة، ولكن أبا خراش أشبع الكسرة فجاءت منها ياء. قال فى التكملة: الهدف الثقيل، أي إذا شغل الإماه الهدف القنّ. (تاج العروس).
(٢) فلاه من أهله، أي عزله وفصله. وأصله عزل الجحش والمهر عن الرضاع.
(٣) الفلو بفتح الفاء وتشديد الواو وبكسر الفاء مع تخفيف الواو: الجحش والمهر إذا فطما.
(٤) فى الأصل: "المناخيب" بالخاء فى البيت وفي شرحه، وهي وإن كانت رواية أخرى فى البيت بهذا المعنى الذي ذكره، إلا أن قوله بعد، "ومنه سهم منجاب" يدل على أنه قد اختار رواية الجيم. وفى اللسان مادة (نجب) أنه يروى المناجيب والمناخيب بالجيم والخاء.
(٥) فى الأصل: "منخاب" بالخاء، ولم نجد السهم بهذا المعنى فيما راجعناه من كتب اللغة. والذي وجدناه "منجاب" بالجيم انظر اللسان والقاموس. والسهم المنجاب هو الذي يرى وأصلح ولم يرش ولم ينصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>