للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القِرْماص: بيت الحمام، وأراد أنّها أَلِفت هذه المواضع كما ألِفت الحمامة موضعَها.

ليلَى وما ليلَى ولم أَر مِثلَها ... بين السماء والأرض ذات عِقاصِ

بيضاءَ صافيةَ المدامِع هُولةً ... للناظرِين كدُرّةِ الغَوّاصِ (١)

أو مُغزِلٍ بالخَلِّ أو بخَلِيّةٍ ... تَقرُو السَّلام (٢) بشادِنٍ مِخماصِ

المخماص: الخمِيص البطن.

قد كنتُ خَرّاحا وَلُوجا صَيْرَفا ... لم تَلتحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لحَاصِ

صيرفا، أي أتصرّف في الأمور. وقوله: لم تلتحِصنى لم تَنْشب فيّ. ويقال: لحص فيّ هذا الأمرُ إذا نشِب، فأراد لم تنتشبني، وهو من لَحَص يَلْحَص، يقال وقع في حيصَ بيصَ إذا وقع في الأمر لا يخرج منه. لحَاصِ كقَطامِ: الداهية؛ هكذا قاله في (لسان العرب) (٣).


(١) روى الأصمعي "صفراء" مكان "بيضاء". وهولة أي تهول من رآها بحسنها، (السكري).
(٢) مغزل: ذات غزال، وتقرو السلام أي تقصد إلى هذا الشجر وتتبعه.
(٣) في لسان العرب (مادة لحص) بعد أن أنشد هذا البيت ما نصه: أخرج لحاص مخرج قطام وحذام. وقوله: لم تلتحصني، أي لم تثبطني، يقال لحصت فلانا عن كذا والتحصته إذا حبسته وثبطته. وروى عن ابن السكيت في قوله: لم تلتحصني أي لم أنشب فيها، قال الجوهري: ولحاص فعال من التحص مبنية على الكسر وهو اسم الشدة والداهية لأنها صفة غالبة كحلاق اسم للمنية، وهي فاعلة تلتحصني. وموضع حيص بيص نصب على نزع الخافض، يقول لم تلتحصني أي تلجئني الداهية إلى ما لا مخرج لي منه. وفيه قول آخر: يقال التحصه الشيء أي نشب فيه، فيكون "حيص بيص" نصبا على الحال من لحاص اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>