للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنّ سَبيخَ الطيرِ فوق جِمامِه ... إذا ضربتْه الرِّيح صُوفٌ لبَائدُ

السَّبِيخ: ما سقط من رِيش الحمام. والجِمام: ما اجتمع من الماء، الواحدة جُمّة، يقال: اسقِنى من جُمّة مائك، وجمِّ. وشبّه السبيخَ بصُوفٍ قد تلبّد. والسَّبِيخ: القطعة من القُطن. ويقال له من الصوف العَمِيت، ومن الشَّعر الفَلِيل.

بمَظمأةٍ ليست إليها مَفازةٌ ... عليها رُماةُ الوَحش مَثنَى وواحِدُ

هذا المكان موضِعُ عطشٍ فلا يزال يَطلب الماءَ. ومَفازة: مَنجاة، أي ليست عند المكان مَنْجاة، أي يهلِك فيها، ومعناه له مشرب بمَظْمأةٍ عليها الرُّماةُ اثنان وواحد.

فماطَلَهُ طولَ المَصيفِ ولم يُصِبْ ... هَواهُ من النَّوءِ السحابُ الرّواعِدُ

أراد فماطل الفحلَ السحابُ الرّواعد. أي طاوَلَه ولمَ يجِد هواه: وهو الموضع الذي يريد.

إذا شَدّه الرِّبْع السواء فإنّه ... على تِمِّهِ مستأنِسُ الماءِ وارِدُ

إذا شَدّه الرِّبْع أراد شادّه وعاسَرَه. والربع أن يرِد رِبْعا، فإنه على تِمِّ ذلك الرِّبع مستأنِسٌ ينظر.

أنابَ وقد أمسَى على الباب قَبْلَه ... أُقَيْدِرُ (١) لا يُنْمِي الرَّمِيّةَ (٢) صائدُ


(١) الأقيدر: تصغير الأقدر، وهو القصير من الرجال، وأراد به هنا الصائد، كما في اللسان (مادة قدر) عند شرح قول صخر الغى:
* أتيح لها أقيدر ذو حشيف * الخ.
(٢) يقال أنميت الصيد فنمى ينمى، وذلك أن ترميه فتصيبه ويذهب فيموت بعد ما يغيب عنك؛ ويقال أصمى الصيد إذا رماه فقتله مكانه. فقوله: لا ينمى الرمية، أي أنه يرمى فيصمى.

<<  <  ج: ص:  >  >>