كتاب ديوان الهذليين

وقال مالك بن خالد الخناعى - وقال أيضا - ج: 3 - ص: 10

وكنتُ آمْرَأً فى الوَعْثِ (١) مِنّى فُروطَةٌ ... وكلُّ ريُود (٢) حالِقٍ أنا واثِبُ

يقول: إذا كنتُ فى الوعث افترطتُه فمررت مَرا سريعا، وإذا أتيتُ حالِقا له رُيُود وَثَبْتُه. والحالِق: المُشرِف من الجبال. فُروطَةٌ: تَقَدُّمٌ.

فما زِلتُ فى خَوْفٍ لَدُنْ أن رأيتُهمْ ... وفى وابلٍ حتى نَهَتْنى المَناقِبُ

قوله: لَدُن أنْ رأيتهمْ، قال: رأَى قوما يطلبونه، فهَرَب منهم، وكان فى مِثلِ الوابِل من شِدّةِ عَدْوِه. وقوله: حتّى نَهَتْنى المنَاقب، قال: هي ثَنايَا ذات عِرْق، وكلّ طريقٍ فى جَبلٍ أو غَلْظ فهو مَنقَب.

فواللهِ لا أَغْزُو ومُزَيْنةَ بعدَها ... بأرضٍ ولا يَغْزُوهمُ لىَ صاحِبُ

أَشُقّ جِوارَ (٣) البِيدِ والوَعْثِ مُعْرِضا ... كأنّى لما قد أَيْبَس الصَّيْفُ حاطِبُ

جِوار البِيد: ما جاوَرَ، وهو الجِوار، ولا واحد له. قوله: معرِضا يقول: لا أبالى ما وَطِئْتُ، أَكْسِر لا أُبالى، كأنّي حاطِب لِما أَيْبَس القَيْظ من الحَطَب.

غَيالٌ وأَنْشامٌ وما كان مَقْفِلى ... ولكنْ حَمَى ذاكَ الطَّريقَ المَراقِبُ (٤)

غَيال: شجر. وأَنْشام: جمعُ نَشَم، وهو ضربٌ آخرُ من الشَّجَر. والمَرْقَبة: موضعُ المَخافة. ومَرْقَبة: جمعُه لَمراقِب.

---

(١) فى كتب اللغة أن الوعث هو الرمل الذى تسوخ فيه الرجل.
(٢) الريود: جمع ريد، وحرف يندر من الجبل. (اللسان).
(٣) في السكرى: "جواز" مكان "جوار" وفسره فقال: جواز، أراد جوز. وجوز كل شيء وسطه.
(٤) ورد هذا البيت فى السكرى هكذا:
غيارا واشماسا وما كان مقفلى ... ولكن حمى ذل الطريق المراهب
وشرحه فقال: غيار: يأتى الغور. وإشماس: يصعد فى الجبل يستقبل الشمس. وروى فيه أيضا: "غيال وإشآم" بكسر الغين، وشرح هذه الرواية فقال: غيال: آجام. وإشآم: يأتى الشأم. وذل الطريق: سهلها. والمراهب: المخافات (اهـ ملخصا).