للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَشَفْتُ غِطاءَ الَحْربِ لمّا رأيتُها ... تنَوُءُ (١) على صَغْوٍ من الرأس أصْعَرا

كَشفتُ غِطاءَ الحَرْب، يقول: كنتُ أستُرها عنهم، فقد كَشفتُ غِطاءَها وأبرَزْتُها اليوم.

بقَتْل بن الهادي وقيس بن عامر ... كَشَفتُ لهم وِتْرى وكان مُخَمَّرا (٢)

كشفتُ لهمْ وِتْرِى، يقول: وِتْرا كان مُغَطّى أستُره أن يَعرفَه أحد، فقد كشفُته، والوِتْر: الذَّحْل، والذَّحْل: الأمرُ الذي أَثأَرْتَ به.

ونحن جَزَرْنا نَوْفَلاً فكأنّما ... جَزَرْنا حِمارًا يأكلُ الَقِرْفَ (٣) أَصْحَرا

يقول: لم يَفزَع لقَتْله أحد، فكأَنّما قَتَلْنا به حمارا أصَحرَ، والصُّحْرة من اللون: إلى الحرة. وقِرْف الشجر. قِشرُه.

جزَرْنا حمارا يأكل القِرْفَ صادِرًا ... تَرَوَّحَ عن رمٍّ (٤) وأُشْبِعَ غَضْوَرا

رِمّ: اسم ماء، وغَضْوَر: أخبَثُ الحشيش (٥).


(١) تنوء: تنهض. يقول: حاربتهم على صغو: على ميل، يقال: صغو فلان مع فلان أي ميله. قال: ويروى «على ضغو» والضغو: الجانب. والأصعر: الذي فيه ميل (السكرى ملخصا).
(٢) ذكر السكرى في تفسير قوله: «مخمرا» ما نصه: أي وكان وترى مغطى أستره أن يعرفه أحد فيعيرنى به، فكشفته لما أدركت بثأرى، أي كنت كالرجل المقنع من الحياء حتى قتلت فيهم. وفى الحديث: خمروا آنيتكم أي غطوها.
(٣) قرف الشجر: لحاؤه، والصحرة: بياض في حمرة. ونوفل: سيد بني الديل. والقرف هو لحاء العضاه، وكل شجر له شوك فهو عضاه اهـ ملخصا من السكرى.
(٤) ذكر ياقوت فى الرم (بكسر الراء) أنه بناء بالحجاز فى شعر هذيل، وأورد هذا البيت والذي قبله منسوبين إلى حذيفة بن أنس الهذلى هذا.
(٥) قال في السكرى: رم: موضع. وغضور: شجر يكون بمكة. وروى أبو عمرو وأبو عبد الله: "تروّح عن رم" بفتح الراء. والرم: ما يرتم، أي يأكل ويصيب شيئا بعد شيء. والغضور: شجر يشبه السبط، والسبط: شجر صلب طوال في السماء، دقاق العيدان، تأكله الإبل والغنم، وليس له زهرة ولا شوك وله ورق دقاق على قدر الكراث، واحدته سبطة (بالتحريك) وجمع السبط أسباط.

<<  <  ج: ص:  >  >>