للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: كانا رجلَين فَأدْبر أحدهما، فلاقاهما جُنْدَب، يعنى الرجلين. بين القُتائد، قال أبو سعيد: قُتادات: نابتات بمَوْضع (١) بعَرفة.

فأَلَزَمَ قيسًا رَمْيَةً ذاتَ عانِدٍ ... وسَلَّ وسَلَّا يَضْرِبان ويَضْرِب

فأَلزَمَ قيسًا رَمْيَةً أي أَثْبتَ فيه سهما. والعاند: الدمُ يأخذ معترِضا ليس بقاصد.

وأَفلَتَ منه سالمٌ بعد كُرْبَةٍ ... وفي ثَوْب حَقْوَيْه دَمٌ يتصبَّبُ

الإزار يسمَّى (٢). قال أبو سعيد: ماتَ بعضُ بناتِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَلْقَى حَقْوا فقال، أشْعِرنَها إيَّاه: أي إزارا. والزَّوْج يسمَّى الحَقْو (٣)، يريد في ثوبه دم.

فيا لَهْفَ أمِّ العاذلات وهذه ... سَفاةٌ ولكنّى إلى الشَّفْع أرْغَبُ

إلى الشَّفْع أرْغَب، يقول: أَشتهِى أن يكونوا شَفَعوهمْ بِمثْله، وهذه سَفاة، يقول: لأمنيّة (٤) سفاة.


(١) لم نجد قتادات فيما بين أيدينا من المظان. والذي وجدناه قتائد بضم القاف وقتائدة وهما اسمان لموضع معروف، قال الأديبى: أو هّو اسم لثنية مشهورة: وأنشد في ذلك قول عبد مناف بن ربع الهذلى
حتى إذا أسلكوهم في قتائدة ... شلا كما تطرد الجمالة الشردا
ثم قال: وقتائدات كأنه جمع الذي قبله، أي جمع قتائدة، جمع في الشعر على قاعدة العرب في أمثال له لإقامة الوزن. ثم قال: وهو جبل. وقيل: إن قتائدات نخيل بين المنصرف والروحاء.
(٢) الإزار يسمى، أي يمسى حقوا.
(٣) هذا على المجاز، ومنه قوله تعالى: "هنَّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ".
(٤) يقول: إن الأمنية التي عدّها أمنية هنا لا تجزئ، فهى سفاة. والسفاة: التراب.

<<  <  ج: ص:  >  >>