للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو سعيد: قوله: واستطار أديمُها، هذا مَثَل، يقول: تشقّقتْ، وكل ما تشقّق فقد استطار، وإنما يريد أنّ الشرّ تَشقَّق فيما بين هؤلاء القوم.

وأخْطَأَ عَبْدًا ليلةَ الِجزْعِ عَدْوَتى ... وإيّاهمُ لولا وُقُوها (١) تَحَرَّتِ

قال هو عَبْد بن عَدِىّ بنِ الدِّيل؛ عَدْوتى: حَمْلتى. يقول أَصبْنا قوما لم نُرِدْهم لولا أنهم وُقُوها.

أَصبْنا الّذين لم نُرِد أن نصيبَهمْ ... فساءتْ كَثيرا من هُذَيلٍ وسَرّتِ (٢)

أسائلُ عن سعدِ بنِ ليثٍ لعلّهم ... سِواهم وقد صابَتْ بهم فاستحرّت

أسائل عن سعد، يقول: أقول: لعل الذين وقعَ بهم الأمرُ وقع بسواهم، وقد صابتْ بهم أي كان مُعظمُها (٣) بهم. وقوله: فاستحرّت، يقال: استحرّ الأمرُ ببنى فلان إذا اشتد.

وكانت كداء البَطْنِ حِلْسُ ويَعْمَرٌ (٤) ... إذا اقتَربَتْ دَلّت عليهم وغَّرت

قوله: كداء البطن، يقول: كانت غائلتها تخفى كما يَخْفَى داءٌ لا يُدْرَى كيف يؤُتَى له.


(١) وقوها: أي وقاهم الله، من الوقاية. وتحرت: عمدت وقصدت اليهم. وعدوتى وعادتى وغارتى واحد (السكرى ملخصا).
(٢) روى السكرى هذا البيت بعد البيت الآتى، وشرحه فقال: "أصبا الذين". ويروى "أصبنا الأولاء لم نرد أن نصيهم".
(٣) شرح السكرى قوله: "صابت بهم" فقال: أوقعت بهم.
(٤) حلس ويعمر: قبيلتان من بني الديل، أي تدل علينا من أراد غزونا فنطمئن إليهم (اهـ ملخصا من السكرى).

<<  <  ج: ص:  >  >>