للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَفًّا جَوَانَح بين التَّوْءَماتِ كما ... صَفَّ الوُقُوع حمَامَ المَشْرَب الحانِى

يقول: صَفَفْن وقوعَهنّ، جعلنَه مستويًا كما يستوى صفّ الحمام، وكلّ جانحٍ مُصْغٍ، وأنشَد:

تُصغى إذا شَدَّها بالرَّحْلِ جانِحةً ... حتى إذا ما استَوَى في غَرْزِها تَثبُ (١)

والحانِي: الذي قد حنِي ليشَرَب.

وَيحَك (٢) يا عَمرو لِم تَدْعو لتقتلَنى ... وقد أجبتَ إذَا يدعوكَ أقْرانى

القومُ أعَلمُ هل أرمِي وراءَهم ... إذ لا يقاتِل منهم غيرُ خِصّان (٣)

إذ عارتِ النَّبْل والتَفَّ اللُّفوفُ وإذ ... سَلُّوا السيوفَ عُراةً بعد إشْحانِ (٤)


(١) الغرز: ركاب الرحل، ويكون من جلود مخروزة، فإذا كان من حديد أو خشب فهو ركاب. والبيت لذى الرمة، وروايته "بالكور" بدل "بالرحل" وشرحه فقال: تصغى أي تميل كأنها تسمع إلى حركة من يريد أن يشدّ عليها الرحل. وقوله: "جانحة" أي مائلة لاصقة. والغرز سير الركاب توضع فيه الرجل عند الركوب، والوثوب: القيام بسرعة، وصفها بالفطانة وسرعة الحركة. انظر صفحة ٩ من ديوان ذى الرمة طبع أوربا المحفوظة منه نسخة بدار الكتب المصرية تحت رقم ٣٢٦٩ أدب.
(٢) في البقية "ياويك عمار" مكان "ويحك يا عمرو".
(٣) الخصان بكسر الخاء. وضمها: كالخاصة، ومنه قولهم: إنما يفعل ذلك خصان الناس، أي خواص منهم. "اللسان".
(٤) كذا في البقية واللسان. والذي في الأصل "أشجان" بالجيم، ولا معنى له، وهذا البيت أورده ابن برى في أماليه متمما لما أورده الجوهرى، ونسبه لأبى قلابة الهذلى، ورواه هكذا:
إذ عارت النبل والتف اللفوف وإذ ... سلوا السيوف وقد همت باشحان
اهـ ملخصا من اللسان.

<<  <  ج: ص:  >  >>