فإن أمس شيخا بالرجيع وولده ... ويصبح قومى دون أرضهم مصر أسائل عنهم كلما جاء راكب ... مقيما بأملاح كما ربط اليعر والرجيع وأملاح: موضعان؛ جعل نفسه في ضعفه وقلة حيلته كالجدى المربوط في الزبية، وذكر أيضا أن اليعر هو الجدى ربط عند زبية الذئب أو لم يربط، وبه فسر أبو عبيد قول البريق هذا. (٢) يقال: نب التيس ينب نبا ونبيبا إذا صاح عند الهياج. ولقد قال عمر لوفد أهل الكوفة حين شكوا سعدا: ليكلمني بعضكم، ولا تنبوا عندى نبيب التيوس. (٣) في البقية "أعيش" مكان "أقيم". (٤) قال في اللسان: العتر بقلة إذا طالت قطع أصلها فخرج منه اللبن، قال البريق الهذلى: فما كنت أخشى أن أقيم خلافهم ... لستة أبيات كما نبت العتر يقول: هذه الأبيات متفرّفة مع قلتها كتفرّق العتر في منبته. وقال: "لستة أبيات كما نبت" الخ لأنه إذا قطع نبت من حواليه ست أو ثلاث. وقال ابن الأعرابي: هو نبات مُتفرّق، قال: وإنما بكي قومه فقال: ما كنت أخشى أن يموتوا وأبقى بين ستة أبيات مثل نبت العتر. وقال غيره: هذا الشاعر لم يرث قوما ماتوا كما قال ابن الأعرابي، وإنما هاجروا إلى الشام في أيام معاوية، فاستأجرهم هناك الروم، فإنما بكى قوما غيبا متباعدين، ألا ترى أن قبل هذا البيت: فإن أك شيخا بالرجيع وصبية ... ويصبح قومى دون دارهم مصر "فما كنت أخشى" الخ والعتر إنما ينبت منه ست من هنا وست من هنالك، لا يجتمع منه أكثر من ست، فشبه نَفسه في بقائه مع ستة أبيات من أهله بنبات العتر. نقول: ولعل الشارح حين قال: "وهو الدهر قليل" قصد إلى أن الغتر إنما ينبت منه ست من هنا وست من هنالك فلا يجتمع منه أكثر من ذلك، لهذا فهو الدهر قليل.