للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا ما الطِّفْلة الحَسْناء أَلْقَتْ ... من الفَزَعِ المَدارِعَ والِخمارا

قال: كلُّ ما تدرَّعت به فهو مِدْرع، وهو كلُّ ثوبٍ يُخاط ويُلبسَ.

وقال حين أرادتْ بنو لِحْيانَ قَتلَ مَعقِل (١) في أمرِ عَمْرٍو ومؤمِّل:

رَفعتُ بني حَوّاء إذ مال عرشُهْم ... وذلك مَنٌّ فى صُرَيم مُضلَّلُ

جَزَتْنى بنُو لِحْيانَ حَقْنَ دِمائهمْ ... جزاءَ سِنِمّارٍ بما كان يَفْعَل

الّذى يُحفَظ من قصّة سِنِمّار أنّه ألقاه من أَعْلى الأُطُم، ويُروَى أنّه الخَوَرنَق المشهور، والله أعلم. وسنِمّار: رجل كان بَنَى لرجلٍ من الأنصار أُطُما، فقال له حين فَرَغ منه: إنِّي لأَعرِف فيه حَجَرا لو قلعته لوَقعَ الأطُم كلّه، وأنه أجمَعَ على قَتْله، فقال له: اِنطلِقْ فأَرِنيه، فأراه إيّاه؛ فضَرَبَ عُنقَه.

ألم تَعَلموا أنْ قد تبدَّلْتُ بعدَكمْ ... دِيَافِيّةً (٢) تَعْلُو الجمَاجِمَ مِنْ عَلُ (٣)

إذا الرَّجُل الشَّبْعان صابتْ قَذالَه ... أَذاعَ به مَجْلوزُها والمقلَّلُ (٤)


(١) ورد في البقية ما نصه: قال البريق بن عياض حين صنعت بنو لحيان ما صنعت، وقد كان البريق كلم لمعقل بن خويلد قومه حتى أطلقوا له ابنى عجرة, فقال البريق: "رفعت بنى حواء" الخ.
(٢) قوله: "ديافية" الخ قال في ياقوت: دياف من قرى الشأم. وقيل: من قرى الجزيرة وأهلها نبط الشام، تنسب إليها الإبل والسيوف، وإذا عرضوا برجل أنه نبطى نسبوه إليها. قال الفرزدق:
ولكن ديافى أبوه وأمه ... بحوران يعصرن السليط أقاربه
وفي أقرب الموارد أن الديافية ضرب من الإبل والسيوف، نسبة إلى قرية بالشام يقال لها دياف.
(٣) رواية البقية:
فأعقبكم أكل الشعير سيوفنا ... مطبقة تعلوا الجماجم من على
(٤) يقال: سيف مقلل إذا كانت له قبيعة، وهي التي يدخل القائم فيها، وربما اتخذت من فضة. والمجلوز: من الجلز. وهو عصب العقب. وجلائز القوس: عقب تلوى عليها فى مواضع. والقذال كسحاب: جماع مؤخر الرأس؛ وقيل: ما بين نقرة القفا إلى الأذن؛ وقيل غير ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>