للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وِلاءً عند جَنْبِهما أُنَيْس ... ولم أَجْزَع مِن الموتِ الزُّؤامِ (١)

وجاءُوا عارِضا بَرِدًا وجئْنا ... كمَوْجِ البحر يقذف بالجَهامِ (٢)

العارض: السَّحاب فيه بَرَد. كَمَوج البحر، كماءِ البحر، يمر فوقه السحاب.

فما جَبُنوا (٣) ولكنْ واجَهونا ... بسَجْلٍ مِن سِجالِ الموتِ حامِى

فما العَمْرَانِ من رَجْلَىْ عَدِىٍّ ... وما العَمْران مِن رَجْلَىْ فِئامِ (٤)

فإنّكما لجَوّابا خُروقٍ ... وشَرّابانِ بالنُّطفِ الدَّوامِى (٥)


(١) شرح السكرى هذا البيت فقال: موالاة، أي موالاة، يقول: واليت بين أنس وخذام والى جنبهما أنيس أيضا قتلته. والزؤام: السريع الشديد الموجز. يقال: أزأمته الشيء إذا أكرهته عليه. قال: ويروى: "ولم أهدد" مكان "ولم أجزع".
(٢) في السكرى: "كهيج البحر" مكان "كموج البحر" وشرحه فقال ما نصه: انهم جاءوا كالسحاب الذي فيه البرد وجئنا نحن كما جاء البحر يمر فوقه الجهام يترامى مع السحاب عند الالتقاء (اهـ ملخصا).
(٣) في رواية: "فما جنبوا" وشرحه السكرى فقال: السجل الدلو الملئ. يقول: نالوا منا مثلما نلنا منهم، وهذا مثل. وحام: حار. (اهـ ملخصا).
(٤) شرح السكرى هذا البيت فقال: "ما" الأولى تعجب، كقولك سبحان الله ما هو من رجل. و "ما" الثانية فى معنى "أين" قال الفرزدق:
أتفخر أن دقت كليب بنهشل ... وما من كليب نهشل والربائع
يريد وأين كليب من نهشل والربائع. وقوله: من رجل عدىّ, قال: رجل، جماعة راجل، أي هما كل واحد منهما رجل، جعله جمعا، كقوله "يرد المياه حضيرة ونفيضة" وعدىّ القوم: حاملتهم، ويروى "فما العمران من حد وجود" كما يروى "من رجلى" بضم الجيم. والفئام: الجماعة (اهـ ملخصا).
(٥) في رواية (الطوامى) بدل (الدوامى) وقد شرح السكرى هذا البيت فقال: جواب: قطاع. والخروق: طرق تخترق من فلاة إلى فلاة. والنطفة: الماء القليل. ثم ظلوا يقولونها حتى سموا البحر نطفة. والطوامى: المرتفعة المملوءة. يقول: هما بطلان يقطعان الفيافى ويردان المياه التي لا تورد.

<<  <  ج: ص:  >  >>