للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما تَرَوْنِي رَجلاً جُونِيِّا ... حَفَلَّجَ الرِّجْلين أفَلِجيّا (١)

حَفَلّج: أفحَجَ. والأَفْلَجِي: متباعِدُ السّاقيَن.

سَلُوا هُذَيلا وسَلوا عَليَّا ... أما أَسُلُّ الصارمَ البُصْرِيّا (٢)

جتى أموت ماجدًا وَفِيّا ... إذا رأيتُ جارَنَا مَغْشِيّا

يقول: إذا عَقدتُ للجار عَقْدا وَفَيتُ به حينَ غُشِيَ ليُقاتَل.

فلّما فرغَ من طَوافِه وقَضَى من مكّة حاجَته خرج مع الخُلعاء من بن بكرٍ وخُزاعة، فاستحاشَهمْ على بن لِحيان، فقَتل فيهم وسَبَا من نسائهم وذَراريهم، فقال أبو جُندَب (٣):

ألا ليتَ شِعرِى هل يلومنّ قومُه ... زُهَيْرًا عد ما جَرَّ من كلّ جانبٍ (٤)

زهير، من بني لحيان. جَرَّ: جَنَى علي نفسه جرائرَ من كلّ جانب.


(١) الجوني: الأسود. والحفلج: الأفحج. ثم جعله كالنسبة له، فقال: "أفلجيا" كما قال أبو ذؤيب "ولا جيدر يا قبيحا" وإنما هو جيدر أى قصير، هذا عن الباهلي. ويقول أبو عبيدة في رجل فلان فلج، أي في أصابعه تباعد. اهـ ملخصا من السكرى.
(٢) عليّ: من كنانهَ. والصارم: الماضي. وبصريّ بضم الباء: سيف عمل ببصرى الشام. (اهـ ملخصا من السكرى).
(٣) ورد في الأصل بعد هذه الكلمة قوله: "ثم استجاش بكر وخزاعة على بن لحيان فقتل فيهم وسبا، فقال أيضاً". وواضح أن هذا الكلام فيه تكرار لا معنى له. فتأمل.
(٤) شرح السكري هذا البيت فقال: جرّ: من الجريرة. وقوله: يلومنّ قومه زهيرا: أضمر قبل أن يذكر مظهرا. قال: زهير من بني لحيان. وجرّ: جنى على نفسه من كل وجه. وقال الباهلي: هل يلومنّ قومه حين وقعت به وكافأته.

<<  <  ج: ص:  >  >>