للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأدلة:

أدلة أصحاب القول الأول:

الدليل الأول: مارواه ثوبان (١) - رضي الله عنه - أن رسول - رضي الله عنهم - قال: (يا ثوبان اشتر لفاطمة (٢) قلادة من عصب (٣)، وسوارين من عاج (٤)) (٥).

الدليل الثاني: عن أنس قال: (رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمتشط بمشط من عاج) (٦).

ونوقش:

أنهما حديثان ضعيفان فلا حجة فيهما.

الدليل الثالث: ما قاله الزهري (٧) -رحمه الله -في عظام الموتى من الفيل وغيره: (أدركت ناساً من سلف العلماء يمتشطون بها، ويدهنون فيها، لا يرون به بأساً) (٨).

ونوقش:

بأن بعض السلف كرهوا عظام الفيل والعاج، والا متشاط بذلك لأنها ميتة (٩)، وإذا اختلف السلف لم يجز المصير لقول أحدهم إلا بدليل.


(١) ثوبان مولى رسول - صلى الله عليه وسلم - سبي من أرض الحجاز، فاشتراه - صلى الله عليه وسلم - وأعتقه ولزم النبي - صلى الله عليه وسلم - وحفظ عنه كثيراً من العلم مات بحمص سنة ٥٤ هـ. انظر ترجمته: سير أعلام النبلاء (٣/ ١٥)،شذرات الذهب (١/ ٥٩).
(٢) هي فاطمة الزهراء بنت رسول - صلى الله عليه وسلم - الهاشمية القرشية ولدت سنة بناء الكعبة، وقيل قبل البعثة بنحو سنة تقريباً وتوفيت سنة ١١ هـ، بعد وفاة أبيها - صلى الله عليه وسلم - بنحو ستة أشهر. انظر ترجمتها في: الإصابة (٤/ ٣٦٥) برقم ٨٣٠.
(٣) العصب: بفتح الصاد، هي أطناب مفاصل الحيوانات التي تلائم بينها وتشدها. انظر: النهاية (٣/ ٢٤٥).
(٤) العاج: الذبل. وقيل: شيء يتخذ من ظهر السلحفاة البحرية. فأما العاج الذي هو عظم الفيل فنجس عند الشافعي، وطاهر عند أبي حنيفة. انظر: النهاية (٣/ ٢٤٥).
(٥) رواه الإمام أحمد (٥/ ٢٧٥)،وأبوداود، كتاب الترجل، باب ماجاء في الانتفاع بالعاج ح/٤٢١٣ (٤/ ٤٢٠،٤١٩)، وضعفه الإمام أحمد، وابن معين، وابن تيمية، انظر: التحقيق لابن الجوزي (١/ ٩٣،٩٢)،الفتاوى الكبرى (١/ ٢٦٩).
(٦) رواه البيهقي في الكبرى وضعفه (١/ ٢٦)، وضعفه أيضاً النووي في المجموع (١/ ٢٣٨).
(٧) والزهري هو: محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري تابعي من كبار الحفاظ والفقهاء، ولد سنة ٥٨ هـ، وهو أول من دون الأحاديث النبوية، ودون معها فقه الصحابة، قال أبو داود: جميع حديث الزهري " ٢٢٠٠ " حديث. أخذ عن بعض الصحابة، توفي سنة ١٢٤ هـ. انظر: تهذيب الكمال ٢٦/ ٤١٩. سير أعلام النبلاء ٥/ ٣٢٦.
(٨) رواه البخاري في صحيحه معلقاً، كتاب الوضوء، باب مايقع من النجاسات في السمن والماء صحيح البخاري مع االفتح (١/ ٣٤٢).
(٩) انظر: مصنف عبدالرزاق (١/ ٦٨)،برقم ٢٠٩،٢١٢،ومصنف ابن أبي شيبة (٨/ ٥٧٩)، والأوسط لابن المنذر (٢/ ٢٨١).

<<  <   >  >>