للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحمد العثماني الديباجيّ (١) في مكة، فتناظرا وتذاكرا في مسائل الفقه والأصول، وكان الإمام يحيى قد سمع في مدرستي الشيخين الإمامين: زيد بن الحسن الفايشي وزيد اليفاعي، كتاب «التبصرة» في علم الكلام في أصول الدين، تصنيف أبي الفتوح، على مذهب مذهب السلف الصالح، وهما ينقلانها (٢) جميعاً عن الشيخ أبي نصر البندنيجيّ، مصنف «المعتمد» في الخلاف، فإنهما صحباه جميعاً في مكة.

وعن الإمام يحيى، أخذ مشايخنا «التبصرة» في أصول الدين، ورويناها عنهم.

وكان رحمه الله يُسمعها في مدرسته، ويُعلمها من طلبها، فناظر الشريف العثماني، وهو أشعري، ونصر مذهب الحنابلة أهل السنة، في أن القراءة هي المقروء.

واحتج على الشريف بقوله تعالى {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} (٣) الآية. وأن الإشارة بهذا إلى المتلوّ المقروء، إلى أن سكب الشريف (٤) العَرَق عن وجه، ثم راح رحمه الله، فاستخرج كتابه المؤلف في الدور، من كتاب ابن اللبان وغيره، ثم نظر في كتابه «الزوائد» فإذا هو قد رتبه على ترتيب شروح «مختصر المزني» وأغفل الدور وأقوال [١٤١] الأئمة (٥) فيه، فطالع وراجع.

وابتدأ رحمه الله بتصنيف كتابه «البيان (٦)» من سنة ثماني وعشرين وخمسمائة، وفرغ منه سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، فرتبه على ترتيب محفوظه،


(١) هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن خير العثماني الديباجي، من ولد الديباج محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان. من أهل نابلس، ولد سنة ٤٦٢ بيروت، وتوفي سنة ٥٢٧ هـ. (السبكي ٤: ٦٤).
(٢) في ح و ب: يتناقلانها.
(٣) سورة الإسراء الآية: ٩.
(٤) في ب: سال.
(٥) في ح و ب: وأقوال فقهاء الأمة.
(٦) البيان: من أهم كتب الشافعية وأوسعها. ويقع في نحو عشر مجلدات. ومنه نسخة بدار الكتب المصرية برقم ٢٥ فقه شافعي. وأخرى في مكتبة أحمد الثالث باستانبول برقم ٦٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>