للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو «المهذب» فجمعُ «البيان» في ست سنين غير قليل، وجمع «الزوائد» في أربع سنين إلا قليل.

وَذَكَر في «البيان» عن الشريف العثماني مسائل، تدل على علمه وفضله، وجواز الأخذ باجتهاده ونقله.

قال القاضي طاهر بن يحيى: قال له والده رحمه الله: إنه لم يعلّق «الزوائد» إلا بعد حفظه «للمهذب» ونقله غيباً، في ابتداء درسه له، على الإمام الفقيه عبد الله بن أحمد (١)، ثم أعاده في أُحاظة، ثم طالعه بعد ذلك كله قبل التصنيف، أربعين مرة أو أكثر.

وكان رحمه الله يطالع الجزء من تجزئة أحدٍ وأربعين من «المهذب» في اليوم والليلة، أربعة عشر (٢) مرة، لكل فصل منه.

وكان رحمه الله إذا درّس من يُعلّم فهّمه، فإنه بعد فراغ القارئ من الفصل يعيده عليه هو حفظاً، مع تنبيه (٣) له على خلاف الإمام مالك وأبي حنيفة خاصة، وقد يذكر معهما غيرهما في بعض [١٤٢] المسائل، ثم يذاكره باحتراز (٤) الأقيسة والوجوه في أصولها، لِمَ خُصت بجعلها أصولاً؟

وذلك إما من جهة النص عليها في الكتاب والسنة، أو تسليم المخالف في حكم المسألة المَقيِسة، وإن (٥) كان في عبارة الكتاب استغلاق، أو قَصُر فهم القارى أبدلها له بعبارة أخرى إلى أن يتصور القارئ الفصل ويفهمه. ومن كان من الطلبة غير فاهم، لم يسلك به هذا المسلك، بل يجيبه عما سأل عنه لا غير، مع رده عليه التصحيف.


(١) هو عبد الله بن أحمد بن محمد بن أبي عبد الله الهمداني (سبق ترجمته ص ١٥٤).
(٢) في هامش الأصل و ح و ب: أربع أشراف.
(٣) في ح و ب: تنبيهه.
(٤) في ح و ب: ثم يذكر له احترازات الأقيسة.
(٥) في ح و ب: وإذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>