للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعتزل عن الناس إلى [جبل في جهة موضعه] (١) يعبد الله فيه.

ومن القضاة (٢) في ذي جِبلة وإبّ: لَمَكُ بن مالك (٣)، وخليفته القاضي جرير بن يوسف، أيام الحرة السيدة بنت أحمد. ثم وَلَدُ القاضي لَمَك [١٨٩] يحيى (٤)


(١) عند الشرجي: إلى جبل قريب من بلده.
(٢) أورد الجندي أسماء القضاة المذكورين بعد في السلوك لوحة ١٨٠. وقال عنهم: والغالب على المذكورين، التشيع.
(٣) القاضي لَمَك بن مالك الحمادي الهمداني. كان من كبار رجال دولة الصليحيين باليمن. أرسله الداعي علي بن محمد الصليحي مؤسس هذه الدولة إلى الإمام المستنصر بالله الخليفة الفاطمي في مصر، فأقام عدة سنوات يأخذ علوم الدعوة وأسرارها منه ومن داعي الدعاة المؤيد في الدين هبة الله الشيرازي [انظر سيرة الشيرازي التي نشرها الدكتور محمد كامل حسين سنة ١٩٤٩] ثم لما مات الصليحي، أمره الخليفة المستنصر بالعودة إلى اليمن، وعينه داعياً مع الملك المكرم أحمد بن علي الصليحي ولقبه بقاضي القضاة وداعي الدعاة باليمن. واستمر في وظائفه في عهد المكرم وفي عهد السيدة بنت أحمد إلى أن مات سنة ٥١٠ (نزهة الأفكار ٨٣ - ٨٥، والصليحيون للهمداني ص ١٧٩).
أقول: من المرجح عندي أن القاضي لَمَك المذكور، هو أخو الفقيه محمد بن مالك بن أبي القبائل -[وليس أبي الفضائل كما ذكر على كتابه المطبوع]- الحمادي الهمداني اليماني، مؤلف كتاب «كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة» الذي ذكر فيه أنه كان ممن دخل مذهب الباطنية الفاطمية في أيام الداعي علي بن محمد الصليحي، ثم خرج عليهم، وألف كتابه المذكور الذي حمل فيه على الباطنية حملة قاسية، عدد فيها ما أخذه عليهم من المآخذ في عقيدتهم ومذهبهم وأرائهم، وكشف الكثير من أسرارهم وطقوسهم. ويؤيد ما ذهبت إليهم، أنه فضلاً عن صلته بالصليحيين واشتراكه مع القاضي لَمَك في اسم الأب والنسب والقبيلة، فإنهما كانا متعاصرين ومن رجال دولة واحدة. وقد طُبع كتابه المذكور في مصر.
(٤) خلف أبيه في نفس وظائفه عند السيدة بنت أحمد الصليحية حتى توفي سنة ٥٢٠ (نزهة الأفكار ٨٥ الصليحيون للهمداني ١٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>