وكثيرا ما يذكر مثلاً: الأنصال قرية من بلاد العوادر، والقارئ طبعاً لا يعرف أين تقع الأنصال أو العوادر.
لذلك تصفحت مخطوطة هذا الكتاب كله في صفحاته الخمسمائة، واستخرجت منه أسماء البلدان التي ذكرها ابن سمرة، وما ذكره عنها من تعريف أو تحديد.
كما رجعت إلى " طبقات الخواص أهل الصدق والإخلاص للشرجي الزبيدي المتوفي سنة ٨٩٣ هـ " فهو الآخر يذكر أسماء الأماكن التي تعرض له، ويضبطها بالعبارة وقليلاً ما عرّف بمواقع هذه الأماكن، وهو يتعمد ضبط الأسماء بالعبارة لأنه يخشى أن ينتقل كتابه إلى بلد لا تعرف فيه [هذه الأماكن] فتصحف (الشرجي ٥٨).
ثم ساقت إليّ الصدفة الطيبة - أثناء حيرتي في هذا الموضوع - نسخة مخطوطة في مجلدين من كتاب في جغرافية بلدان اليمن، وضعه العلامة الجليل القاضي محمد الحجري من علماء صنعاء المشتغلين بهذا الموضوع، ذكر فيه بلدان اليمن وعرّف بها وتعقب ما ذكره ياقوت من أخطاء وأوهام وصححها، إلا أنه مع ذلك لم يورد الكثير من البلدان التي ذكرها ابن سمرة، ولم يقدم في كثير من الأوقات تعريفاً شافياً وتحديداً وافياً لهذا الأماكن. وكان من سوء الحظ، أن يكون في المجلد الثاني من هذه النسخة خرمان، أحدهما من مادة «قهلان» " إلى مادة «المقرانة» والآخر من مادة «نخلة» إلى مادة «هوزن» وهذ الكتاب على ما بلغني، قد أعاد مؤلفه النظر فيه مرة أخرى، وأضاف إليه زيادات وتحقيقات أربت على ضعف حجمه.
ولا شك أن مثل هذا العمل العظيم النافع، يجب أن يخرج إلى الوجود، لينتفع الناس به. وليسد ثغرة في جغرافية اليمن طال عليها الأمد.
من هذه المراجع كلها مع الإضافة لبعض شذرات في تأريخ عمارة اليمني، أمكنني أن أجمع لمعلومات عن المكان الواحد من عدة مواد متفرقه، ليمكن أن تعطي الباحث تحديداً للمكان المطلوب (في العصر الحاضر بقدر الإمكان) مع ربطه بعض المدن الهامة المعروفة في اليمن، والتي تذكر دائماً على الخرائط مثل: صنعاء وذمار وإب وتعز والجند وزبيد وعدن وحضرموت وغيرها.
فمثلا قرية «تيثد» تذكر في بعض المراجع أنها من قرى «دلال» فقط فأرجع إلى هذه المادة، فأجد أن «دلال» من مخلاف بعدان، فأرجع إلى بعدان فأجد أنه من أعمال «إب».