للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العمّال فكتب إليهم أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثكم لما بعثكم (له (١)) مِن أمره، فمن كان منكم مؤتمراً ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم بقِيَ، ومن شاء أن يرجع فليرجع، وليستخلف على عمله. ومن شاء أن يقم فليقم، فرجعوا. وكان أبو بكر استعمل عمر رضي الله عنهما (على الموسم) (١) في الحج، فجاء معاذ من اليمن، فلقيه عمر بعرفات، ومعه عَبيد قد عزلهم عما جاء به من المال، فسأله عمر عنهم: فقال هؤلاء أُهدوا إليّ، فأشار عليه عمر أن يأتي بهم أبا بكر لِيُطَيِبَهُم له، فأبى عليه، فرأى معاذ في النوم كأنه يدنو إلى النار، وعمر يأخذ بحجزته، فأخبر عمر بذلك، وامتثل ما أشار به، فأحلّهم أبو بكر له، فبينا معاذ قائم يصلي، إذ رأى [٢٩] رقيقه كلهم يصلون، فسألهم عما يفعلون، فقالوا: نصلي فقال: لمن؟ قالوا لله عز وجل. فقال: اذهبوا فأنتم لله عز وجل فأعتقهم.

وقد روى محمد بن علي الباقر: أن النبي صلى الله عليه وسلم (أذن له (١)) في قبول الهدية.

وروى خالد بن مِعدان، عن معاذ بن جبل، أنه قال: كنت جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، في رحبة المسجد، وهو يسألني عن ديني وعن حالي، قال: يا معاذ قلت: لبيك يا رسول الله، قال: إني أريد أن أبعثك في وجه أُحلُّ لك فيه الهدايا، فلما قدم المهاجر حضرموت، وحارب المرتدة، أَسر يوم جز النواصي، الأشعث بن قيس على ردّته، فبعث به مع السبي إلى أبي بكر، وقد كان أشعث يوم هجرته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تزوج من أبي بكر أُخته أم فروة، ولم يدخل بها، فأسلم مع أسره، وسلمّ إليه أبو بكر رضي الله عنه زوجته أم فروة يؤمئذٍ (فدخل بها (٢)) ولما رجع معاذ إلى أبي بكر استخلف على


(١) تكملة من ح.
(٢) تكملة من ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>