للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمنهم إمام الحقّ حيدرة الذي ... أبان غموض المشكلات الغرايب

عليه ترى الإجماع لا شكّ واقعا ... ولم تره بعد النّبيّ لصاحب

وزوّجه الرّحمن بالطّهر فاطما ... وقد ردّ عنها راغما كلّ خاطب «١»

ويتأكد من ذلك كله أن شعراء الفاطميين قد أخذوا بالعقيدة الفاطمية، ولم يلتفتوا إلى ما سواها، فأفرغوا قدراتهم في جلائها، ومدح الخلفاء الفاطميين وآل البيت، وكان من الطبيعي أن يمدحوا مدار فخرهم وعلة تفضيلهم، وهو الرسول العظيم، لكنهم لم يفعلوا، وظل الأمر عندهم يرد عرضا دون قصد إليه. ويؤكد هذا الاتجاه طلائع بن رزيك الذي وصل إلى مرحلة نظم الروايات والأحاديث التي تؤكد وصية النبي لعلي بن أبي طالب، لكنه لم يخص رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالمدح ما خص به عليّا، فقال في إحدى قصائده:

ويوم (خمّ) وقد قال النّبيّ له ... بين الحضور وشالت عضده يده

من كنت مولى له هذا يكون له ... مولى، أتاني به أمر يؤكّده

من كان يخذ له فالله يخذله ... أو كان يعضده فالله يعضده

نادى بأعلى العلا جبريل ممتدحا ... هذا الوصيّ وهذا الطّهر أحمده

وفي الفرات حديث إذ طغى فأتى ... كلّ إليه لخوف الهلك يقصده

قالوا: أجرنا، فقام المرتضى فرحا ... بالفضل والله بالإفضال مفرده

وقال للماء غض طوعا فبان لهم ... حصباؤه حين وافاه يهدّده «٢»


(١) ديوان طلائع بن رزيك: ص ٥٣.
(٢) المصدر نفسه: ص ٧٣.

<<  <   >  >>