للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أولع الصرصري بوصف جمال رسول الله، وفصّل محاسنه الجسدية، وشبهها، وكأنه يتغزل بهذه المحاسن، فقال في إحدى مدائحه:

طلق المحيّا نوره ... يكسف نور القمر

كأنّما شمس الضّحى ... في وجهه المدوّر

أبيض قد زان محي ... ياه سواد الشّعر

فوق جبين واضح ... أزهر رحب أنور

في مقلتيه دعج ... مترجم عن حور

وجنته أحسن من ... ورد الرّياض الأحمر

أقنى يلوح النّور من ... عرنينه المنوّر «١»

وقد استرسل الصرصري في وصف محاسن رسول الله الجسدية، فلم يترك عضوا من أعضائه الكريمة إلا وصفه وشبّه كأحسن ما يكون الوصف والتشبيه، فقد أطلق لمخيلته العنان ليشكل صورة خارجية لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم معتمدا على الروايات التي جاءت في وصفه، مضيفا إليها الأوصاف التي يراها مثالية في نظره، والتي اصطلح العرب على استحسانها والإشادة بها.

وأحسن البوصيري في وصف محاسنه صلّى الله عليه وسلّم وتشبيهها في قوله:

ستر الحسن منه بالحسن فاعجب ... لجمال له الجمال وقاء

فهو كالزّهر لاح من سجف الأكما ... م والعود شقّ عنه اللّحاء «٢»


(١) ديوان الصرصري: ورقة ٣٥.
(٢) ديوان البوصيري: ص ٥٩.

<<  <   >  >>