للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لم يعده الحسن في خلق وفي خلق ... ولم يزل حبّه شغلا لكلّ خلي

وقف على سنن المرضيّ من سنن ... فإنّ فيها شفاء الخبل والخبل «١»

وقد نظم ابن جابر مقصورة طويلة جعلها على أقسام، كل قسم على حرف من حروف الهجاء يسبق الألف المقصورة، وقد أورد فيها نبذة من أخلاق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتحدث عن أخلاق أهل عصره، ودعا إلى الاقتداء بخلق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومنها قوله:

إنّ الذي لا ينثني عن جوده ... إن بخل الدّهر لنا وإن سخا

زيّنه تواضع على علا ... فما ازدهى بعزّة ولا نخا

أحسن أخلاقا من الرّوض إذا ... ما اختال في برد الصّبا أو ارتدى

وأضاف قائلا في مدحه:

أدّبنا بسنّة أفلح من ... نمى إليها النّفس يوما أو عزا «٢»

وبعد أن اقتطف من أخلاق النبوة الطاهرة باقة بديعة، وعرضها أمام الناس، أخذ يقارن بين هذه الأخلاق وبين أهل عصره، فابتدأ بالحديث عن نفسه، وترفّعه عن سؤال النذل، الذي ضنّ بماله على المحتاجين فقال:

لا أسأل النّذل ولو أنّي به ... أملك ما حاز النّهار والدّجا

لكن إذا اضطر زمان جائر ... أمّلت من ليس يردّ من رجا «٣»

ثم أخذ يسرد بعض الأخلاق الفاضلة المأخوذة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ووضعها في قالب الحكم، فقال:


(١) ديوان البوصيري ص ٢٣٤.
(٢) المقري: نفح الطيب ٧/ ٣١٠.
(٣) المقري: نفح الطيب ٧/ ٣٠٩.

<<  <   >  >>