للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشعر العربي، ومن هنا يتجلى أثره في الشعر العربي، إذ أضحى أحد موضوعاته الهامة.

وزاد في غزارة المدح النبوي وانتشاره، وانشغال الناس به، مشاركة من لا يأنس في نفسه مقدرة أصيلة على نظم الشعر، عن طريق المعارضة أو التشطير والتخميس، وغير ذلك من ألوان الإضافات على قصائد المدح النبوي.

وأكثر القصائد معارضة من شعر المدح النبوي، قصيدة كعب بن زهير التي بدأها بقوله:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيّم إثرها لم يفد مكبول «١»

وقصيدة البوصيري التي مطلعها:

أمن تذكّر جيران بذي سلم ... مزجت دمعا جرى من مقلة بدم «٢»

فهاتان القصيدتان عارضهما شعراء كثيرون، وما زالوا يعارضونهما إلى أيامنا هذه.

فأكثر الشعراء الذين نظموا المدح النبوي، عارضوا قصيدة كعب هذه، وكل منهم أظهر في معارضته مقدرته الشعرية، فبعضهم تابع كعبا في معانيه وعباراته، وبعضهم اقتصرت المعارضة على الوزن والقافية.

ومن القصائد التي اشتهرت ولاقت إقبالا من الشعراء على معارضتها، يائية ابن الفارض في التصوف، والتي صرف معارضوها معانيها إلى المدح النبوي، وهي التي بدأها بقوله:

سائق الأظعان يطوي البيد طي ... منعما عرّج على كثبان طي «٣»


(١) ديوان كعب بن زهير ص ٦.
(٢) ديوان البوصيري ص ٢٣٨.
(٣) ديوان ابن الفارض ص ٣.

<<  <   >  >>