للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجاء بعد الموصلي شعراء كثيرون، نظموا بديعيات نبوية، ومنهم ابن حجة الحموي الذي نظم بديعية، سمّاها (تقديم أبي بكر) ، ذكر في أبياتها اسم النوع البديعي الذي يستشهد عليه، فقال:

لي في ابتدا مدحكم يا عرب ذي سلم ... براعة تستهلّ الدّمع في العلم

بالله سر بي فسربي طلّقوا وطني ... وركّبوا في ضلوعي مطلق السّقم

ورمت تلفيق صبرى كي أرى قدمي ... يسعى معي، فسعى لكن أراق دمي

وذيّل الهمّ همل الدّمع لي فجرى ... كلا حق الغيث حيث الأرض في ضرم «١»

وكثر بعد ذلك نظّام البديعيات كثرة مفرطة، فكل شاعر أحب أن تكون له مشاركة في هذا الفن الذي يدل على براعة ومقدرة كانت موضع احترام وتقدير في ذلك الوقت، فتباروا في تطويلها وزيادة أنواع البديع التي يوردونها فيها، ومنهم السيوطي الذي نظم بديعية، أطلق عليها اسم (نظم البديع في مدح خير شفيع) ، ومطلعها:

من العقيق ومن تذكار ذي سلم ... براعة العين في استهلالها بدم «٢»

وللباعونية بديعيتان، الأولى أطلقت عليها اسم (بديع البديع في مدح الشفيع) ، ومطلها:

في حسن مطلع أقمار بذي سلم ... أصبحت في زمرة العشّاق كالعلم «٣»

والثانية سمّتها (الفتح المبين في مدح الأمين) ، ومطلعها:

عن مبتدأ خبر الجرعاء من إضم ... حدّث ولا تنس ذكر البان والعلم «٤»


(١) ابن حجة: خزانة الأدب ص ١٢ وما بعدها.
(٢) السيوطي: شرح نظم البديع ص ٢.
(٣) ديوان الباعونية: ورقة ٢.
(٤) المصدر نفسه: ورقة ١٥.

<<  <   >  >>