للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنت امرؤ بوئت فينا مباءة ... لها درجات سهلة وصعود

فإنّك من حاربته لمحارب ... شقي ومن سالمته لسعيد «١»

فالقيم الإسلامية أخذت تظهر في مخاطبة الرسول الكريم ومدحه، وخاصة عند الشعراء من الصحابة، الذين لم يقتصروا على ذكر صفاته الجليلة وأخلاقه العظيمة، بل تحدثوا عن هدايته، وأوردوا المعاني الدينية في مدحه، مثل قول عبد الله بن رواحة «٢» :

خلّوا بني الكفّار عن سبيله ... خلّوا فكلّ الخير في رسوله

قد أنزل الرّحمن في تنزيله ... في صحف تتلى على رسوله

بأنّ خير القتل في سبيله ... يا ربّ إنّي مؤمن بقيله

أعرف حقّ الله في قبوله «٣»

حتى إذا تحدث عن الرسول الهادي مادحا، مزج القيم التقليدية بالقيم الدينية الجديدة في قوله:

تحمله النّاقة الأدماء معتجرا ... بالبرد كالبدر جلّى ليلة الظّلم

وفي عطا فيه أو أثناء بردته ... ما يعلم الله من دين ومن كرم «٤»

ويتقدم عبد الله بن رواحة في مدحه للرسول الكريم، فيفصّل في المعاني الدينية، ويتحدث عن يوم القيامة وعن الشفاعة، ويذكر غيره من الأنبياء، في قوله:


(١) ابن سلام: طبقات فحول الشعراء ٢٥٣.
(٢) عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الأنصاري: صحابي من الأمراء والشعراء، شهد كثيرا من الغزوات، واستخلفه النبي صلّى الله عليه وسلّم على المدينة في إحدى غزواته- استشهد في وقعة مؤتة سنة (٨ هـ) .
(٣) ديوان عبد الله بن رواحة: ١٤٤.
(٤) المصدر نفسه: ١٣٨.

<<  <   >  >>