للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطريق فإنها ماوى الهوامّ بالليل» «١» .

[١٧] عن ابن عمر قال: قال رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-:

«لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء، فإنها فى كتاب الله العشاء، وإنها تعتم بحلاب الإبل» «٢» .

[١٨] عن أبى موسى عن النبى- صلّى الله عليه وسلّم- قال:

«تعاهدوا «٣» هذا القران، فو الّذى نفس محمد بيده لهو أشدّ تفلّتا «٤» من الإبل فى عقلها» «٥» .

[١٩] عن أبى هريرة أن رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- قال:

«لا يتلقّى الركبان لبيع، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، ولا تناجشوا «٦» ، ولا يبع حاضر لباد، ولا تصرّوا الإبل «٧» والغنم، فمن ابتاعها بعد ذلك فهو بخير النّظرين بعد أن يحلبها، فإن رضيها أمسكها وإن سخطها ردّها وصاعا من تمر» «٨» .


(١) حديث صحيح.. رواه مسلم فى كتاب الإمارة- باب مراعاة مصلحة الدواب فى السير والنهى عن التعريس فى الطريق (٦/ ٥٤) ، والترمذى كتاب الأدب (١٠/ ٢٩٤- ٢٩٥) . فى الحديث حث على الرفق بالدواب، ومراعاة مصلحتها، فإن سافروا فى الخصب قللوا السير وتركوها ترعى فى بعض النهار وفى أثناء السير، وفيه إرشاد النبى صلّى الله عليه وسلّم لاداب السير.
(٢) حديث صحيح.. رواه مسلم فى كتاب المساجد- باب وقت العشاء وتأخيرها (٢/ ١١٨) . (لا تغلبنكم الأعراب) معناه: أن الأعراب يسمونها العتمة لكونهم يعتمون بحلاب الإبل، أى يؤخرونه إلى شدة الظلام، وإنما اسمها فى كتاب الله العشاء فى قوله تعالى: وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ فينبغى لكم أن تسموها العشاء.
(٣) تعاهدوا القران: أى جددوا عهده بملازمة تلاوته لئلا تنسوه.
(٤) تفلتا: التفلت والإفلات والانفلات التخلص من الشىء فجأة من غير تمكث.
(٥) حديث صحيح رواه مسلم كتاب الصلاة- باب الأمر بتعاهد القران (٢/ ١٩٢) .
(٦) تناجشوا: النجش: هو أن يزيد فى ثمن السلعة لا لرغبة فيها، بل ليخدع غيره ويغره، ليزيد ويشتريها، وهذا حرام بالإجماع.
(٧) لا تصروا الإبل: من التصرية، ومعناه لا تجمعوا اللبن فى ضرعها عند إرادة بيعها، حتى يعظم ضرعها، فيظن المشترى أن كثرة لبنها عادة لها مستمرة.
(٨) حديث صحيح.. رواه مسلم فى كتاب البيوع- باب تحريم بيع الرجل على بيع أخيه وسومه على

<<  <   >  >>