للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢٩] عن أنس بن مالك أن أناسا من الأنصار قالوا يوم حنين حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازن ما أفاء، فطفق «١» رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعطى رجلا من قريش المائة من الإبل فقالوا: يغفر الله لرسول الله، يعطى قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم. قال أنس بن مالك: فحدّث ذلك رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- من قولهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم فى قبّة من أدم فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- فقال: «ما حديث بلغنى عنكم؟» فقال له فقهاء الأنصار: أما ذوو رأينا «٢» يا رسول الله فلم يقولوا شيئا، وأما أناس منا حديثة أسنانهم «٣» قالوا: يغفر الله لرسول الله يعطى قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «فإنى أعطى رجالا حديثى عهد بكفر أتألّفهم! أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله؟ فو الله لما تنقلبون به خير» فقالوا: بلى يا رسول الله، رضينا.. قال: «فإنكم ستجدون أثرة شديدة «٤» فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله فإنى على الحوض» قالوا: سنصبر «٥» .

[٣٠] عن جابر رضى الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- مهلّين بالحجّ معنا النّساء والولدان «٦» فلمّا قدمنا مكّة طفنا بالبيت وبالصّفا والمروة فقال لنا رسول الله- صلّى الله عليه


(١) طفق: بمعنى أخذ فى الفعل وجعل يفعل، وهى من أفعال الشروع.
(٢) ذوو رأينا: أى أصحاب الرأى الصحيح فينا.
(٣) حديثة أسنانهم: أى صغار السن.
(٤) الأثرة: الاستئثار بالمشترك: أى يستأثر عليكم ويفضل عليكم غيركم بغير حق.
(٥) حديث صحيح.. رواه مسلم فى كتاب الزكاة- باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام ومن يخاف على إيمانه (٣/ ١٠٥) .
(٦) قوله: (معنا النساء والولدان) فيه دليل على صحة حج الصبى والحج به.

<<  <   >  >>