للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسلّم-: «من لم يكن معه هدى فليحلل» قال: قلنا: أىّ الحلّ؟

قال: «الحلّ كلّه» قال: فأتينا النّساء ولبسنا الثّياب ومسسنا الطّيب فلما كان يوم التّروية أهللنا بالحج، وكفانا الطّواف الأول بين الصفا والمروة فأمرنا رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- أن نشترك فى الإبل والبقر، كل سبعة منّا فى بدنة «١» «٢» .

[٣١] عن عقبة بن عامر قال: كانت علينا رعاية الإبل فجاءت نوبتى فروّحتها بعشىّ «٣» فأدركت رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- قائما يحدث الناس، فأدركت من قوله: «ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يقوم فيصلى ركعتين مقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة» . فقلت: ما أجود هذه؟ «٤» فإذا قائل بين يدىّ يقول: التى قبلها أجود، فنظرت فإذا عمر قال: إنّى قد رأيتك جئت انفا «٥» قال: «ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء «٦» ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلّا فتّحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء» «٧» .


(١) قوله (فأمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن نشترك فى الإبل والبقر كل سبعة منا فى بدنة) البدنة: تطلق على البعير والبقرة والشاة، لكن غالب استعمالها فى البعير وهكذا قال العلماء: تجزى البدنة من الإبل والبقر كل واحدة منهما عن سبعة، ففى الحديث دلالة لإجزاء كل واحدة منهما عن سبعة أنفس، وقيامها مقام سبع شياه، وفيه دلالة لجواز الاشتراك فى الهدى والأضحية.
(٢) حديث صحيح.. رواه مسلم فى كتاب الحج- باب بيان وجوه الإحرام وأنه يجوز إفراد الحج والتمتاع والقران وجواز إدخال الحج على العمرة (٤/ ٣٦) .
(٣) يريد بهذا الكلام أنهم كانوا يتناوبون رعى إبلهم فيجتمع الجماعة ويضمون إبلهم بعضها إلى البعض فيرعاها كل يوم واحد منهم يوما ليكون أرفق بهم، وروّحتها بعشى: رددتها إلى مراحها.
(٤) ما أجود هذه: يعنى هذه الكلمة أو الفائدة، أو البشارة، وجودتها من جهات منها: أنها سهلة متيسرة يقدر عليها كل أحد بلا مشقة، ومنها: أن أجرها عظيم.
(٥) انفا: أى قريبا.
(٦) يسبغ الوضوء: أى يتمه ويكمله فيوصله مواضعه على الوجه المسنون.
(٧) حديث صحيح.. رواه مسلم فى كتاب الطهارة- باب الذكر المستحب عقب الوضوء (١/ ١٤٤) .

<<  <   >  >>