للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣٢] عن أبى هريرة قال: قال رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-:

«ترد علىّ أمّتى الحوض وأنا أذود النّاس عنه «١» كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله» . قالوا: يا نبىّ الله- أتعرفنا؟ قال: «نعم، لكم سيما ليست لأحد غيركم «٢» ، تردون علىّ غرّا محجّلين من اثار الوضوء، وليصدّنّ عنى طائفة منكم فلا يصلون فأقول: يا رب هؤلاء من أصحابى فيجيا بنى ملك فيقول: وهل تدرى ما أحدثوا بعدك «٣» ؟!» «٤» .

[٣٣] عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال النبى- صلّى الله عليه وسلّم-: «تأتى الإبل على صاحبها على خير ما كانت «٥» ، إذا هو لم يعط فيها حقّها «٦» تطؤه بأخفافها، وتأتى الغنم على صاحبها على خير ما كانت إذا لم يعط فيها حقّها تطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها» .

قال: «ومن حقها أن تحلب على الماء «٧» » . قال: «ولا يأتى أحدكم يوم القيامة بشاة يحملها على رقبته لها يعار «٨» فيقول: يا محمد؛ فأقول:

لا أملك لك شيئا، قد بلّغت، ولا يأتى ببعير يحمله على رقبته له رغاء «٩»


أحكام الحديث: فيه أنه يستحب للمتوضئ أن يقول عقب وضوئه: أشهد ألاإله إلا الله واحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وهذا متفق عليه. قال النووى: قال أصحابنا: وتستحب هذه الأذكار للمغتسل أيضا.
(١) وأنا أذود الناس عنه: أى أطرد وأمنع الناس عنه.
(٢) أى لكم علامة تعرفون بها.
(٣) أى هل تعرف ما بدلوا بعدك؟
(٤) حديث صحيح.. رواه مسلم فى كتاب الطهارة- باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل فى الوضوء (١/ ١٥٠) .
(٥) أى تأتى الإبل يوم القيامة على خير ما كانت من العظم والسمن ومن الكثرة لأنها تكون عنده على حالات مختلفة فتأتى على أكملها ليكون ذلك أنكى له لشدة ثقلها.
(٦) أى إذا هو لم يؤد زكاتها.
(٧) أى لمن يحضرها من المساكين.
(٨) يعار: اليعار هو صياح الغنم.
(٩) الرغاء: هو صوت الإبل.

<<  <   >  >>