للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيقول: يا محمد فأقول: لا أملك لك شيئا قد بلّغت» «١» .

[٣٤] عن ابن عباس- رضى الله عنهما- أنه دفع مع النبى- صلّى الله عليه وسلّم- يوم عرفة، فسمع النبىّ- صلّى الله عليه وسلّم- وراءه زجرا «٢» شديدا وضربا وصوتا للإبل، فأشار بسوطه إليهم وقال: «أيها الناس، عليكم بالسّكينة «٣» ، فإن البرّ ليس بالإيضاع «٤» » «٥» .

[٣٥] عن أبى هريرة قال: قال رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-:

«تكون إبل للشّياطين «٦» وبيوت للشّياطين، فأمّا إبل الشّياطين فقد رأيتها يخرج أحدكم بجنيبات «٧» معه قد أسمنها فلا يعلو بعيرا منها ويمرّ بأخيه قد انقطع به فلا يحمله، وأمّا بيوت الشّياطين فلم أرها» . كان سعيد يقول: لا أراها إلّا هذه الأقفاص «٨» الّتى يستر النّاس بالدّيباج «٩» .

[٣٦] عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: سمعت النبى- صلّى الله عليه وسلّم- يقول: «فى كلّ إبل سائمة «١٠» فى كلّ أربعين


(١) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الزكاة- باب إثم مانع الزكاة (٢/ ١٣٢) .
(٢) زجرا: أى صياحا لحثّ الإبل.
(٣) عليكم بالسكينة: أى فى السير، والمراد السير بالرفق وعدم المزاحمة.
(٤) الإيضاع: السير السريع.
(٥) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الحج- باب أمر النبى صلّى الله عليه وسلّم بالسكينة عند الإفاضة وإشارتهم إليهم بالسوط (٢/ ٢٠١) .
(٦) أى توجد (إبل للشياطين) يريد بها المعدة للتكاثر والتفاخر ولم يقصد بها أمرا مشروعا، (وبيوت للشياطين) أى إذا كانت زائدة على قدر الحاجة.
(٧) جنيبات: جمع جنيبة وهى الدابة التى تقاد، والمراد التى ليس عليها راكب.
(٨) الأقفاص: المراد بها الهوادج والمحامل التى يأخذها المترفون فى الأسفار.
(٩) إسناده ضعيف، رواه أبو داود فى سننه، كتاب الجهاد، باب فى الجنائب: حديث (٢٥٦٨) من طريق سعيد بن أبى هند عن أبى هريرة، وسعيد بن أبى هند لم يلق أبا هريرة كما قال أبو حاتم، انظر عون المعبود: (٧/ ٢٣٧٠) .
(١٠) السائمة: هى كل إبل أو ما شبة ترسل للرعى ولا تعلف.

<<  <   >  >>