للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غزوة تبوك فلما جاء وادى القرى إذا امرأة فى حديقة لها، فقال النبى صلّى الله عليه وسلّم لأصحابه: اخرصوا «١» ، وخرص رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عشرة أوسق، فقال لها: أحصى ما يخرج منها، فلما أتينا تبوك قال: أما إنها ستهب الليلة ريح شديدة فلا يقومنّ أحد، ومن كان معه بعير فليعقله، فعقلناها، وهبت الريح شديدة، فقام رجل فألقته بجبل طيّئ، وأهدى ملك أيلة «٢» للنبى صلّى الله عليه وسلّم بغلة بيضاء، وكساه بردا، وكتب له ببحرهم، فلما أتى وادى القرى قال للمرأة: كم جاء حديقتك؟ قالت: عشرة أوسق خرص رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال النبى صلّى الله عليه وسلّم: إنى متعجل إلى المدينة فمن أرد منكم أن يتعجل معى فليتعجل- فلما قال ابن بكار كلمة معناها أشرف على المدينة- قال: هذه طابة، فلما رأى أحدا قال: هذا جبيل يحبّنا ونحبه، ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ قالوا:

بلى قال: دور بنى النجار، ثم دور بنى عبد الأشهل، ثم دور بنى ساعدة، أو دور بنى الحارث بن الخزرج وفى كل دور الأنصار يعنى خير» «٣» .

[٨٩] عن عمران قال: «كنّا فى سفر مع النّبىّ صلّى الله عليه وسلّم وإنّا أسرينا «٤» حتى كنّا فى اخر اللّيل وقعنا وقعة ولا وقعة أحلى عند المسافر منها، فما أيقظنا إلا حرّ الشّمس، وكان أوّل من استيقظ فلان، ثم فلان، ثم فلان يسميهم أبو رجاء فنسى عوف- ثم عمر بن الخطاب الرابع، وكان


(١) أى احرزوها، كم يجىء من ثمرها.
(٢) طيئ: مكان كانت تعيش به قبيلة من اليمن، وطيئ هو أبو هذه القبيلة. أيلة: بلدة قديمة بساحل البحر.
(٣) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الزكاة- باب خرص التمر (٢/ ١٥٥) ، ومسلم فى كتاب الفضائل- باب معجزات النبى صلّى الله عليه وسلّم (٧/ ٦١) . فى الحديث بيان المعجزة الظاهرة من إخباره صلّى الله عليه وسلّم بالمغيب، وخوف الضرر من القيام وقت الريح.
(٤) أسرينا: أى سرنا ليلا.

<<  <   >  >>