للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباذنجان أطيب من الكمأة، ولكنهم لقصر هممهم وأذهانهم في التقليد والعادة لا يشتهون إلّا على قدر الثمن.

وكان يقول: لو شرب الناس الماء على طعامهم لما اتّخموا. وذلك أن الرجل لا يعرف مقدار ما أكل حتى ينال من الماء شيئا، لأنه ربما كان شبعان وهو لا يدري. وفي قول الناس: ماء دجلة أمرأ «١» من ماء الفرات، وماء مهران «٢» أمرأ من ماء نهر بلخ «٣» ؛ وفي قول العرب: هذا ماء نمير يصلح عليه المال دليل على أن الماء يمرىء؛ حتى قالوا: إن الماء الذي يكون عليه النّفاطات «٤» أمرأ من الماء الذي تكون عليه القيّارات «٥» . فعليكم بشرب الماء على الغداء فإنّ ذلك أمرأ «٦» .

قال وكان الثّوريّ يقول لعياله: لا تلقوا نوى التمر والرّطب وتعوّدوا ابتلاعه، فإن النوى يعقد الشحم في البطن، ويدفىء الكليتين بذلك الشّحم؛ واعتبروا ذلك ببطون الصّفايا «٧» وجميع ما يعتلف النّوى. والله ما حملتم أنفسكم على قضم الشّعير واعتلاف القتّ «٨» لوجدتموها سريعة القبول، وقد يأكل الناس القتّ قدّاحا «٩» ، والشّعير فريكا «١٠» ، ونوى البسر الأخضر١»

، ونوى

<<  <  ج: ص:  >  >>