القبّة «١» ، فإذا أجمل وجه رأيته قطّ؛ فقال: يا شعبيّ، هل تعرف هذه؟ قلت:
نعم، هذه سيّدة نساء العالمين عائشة بنت طلحة؛ فقال: هذه ليلى، ثم تمثّل:[طويل]
وما زلت من ليلى لدن طرّ شاربي ... إلى اليوم أخفي إحنة وأداجن «٢»
وأحمل في ليلى لقوم ضغينة ... وتحمل في ليلى عليّ الضغائن
ثم قال: إذا شئت يا شعبيّ فقم فخرجت؛ فلما كان العشيّ رحت إلى المسجد فإذا مصعب بمكانه؛ فقال لي: ادن، فدنوت؛ فقال لي: هل رأيت مثل ذلك لإنسان قطّ؟ قلت: لا؛ قال: أتدري لم أدخلناك؟ قلت: لا؛ قال:
لتحدّث بما رأيت. ثم التفت إلى عبد الله بن أبي فروة فقال: أعطه عشرة آلاف درهم وثلاثين ثوبا. فما انصرف أحد بمثل ما انصرفت به؛ بعشرة آلاف درهم، وبمثل كارة القصّار «٣» ، ونظري إلى عائشة.
أبو الغصن الأعرابيّ قال: خرجت حاجّا، فلمّا مررت بقباء تداعى «٤» أهله وقالوا: الصّقيل الصّقيل «٥» ! فنظرت وإذا جارية كأنّ وجهها سيف صقيل، فلمّا رميناها بالحدق ألقت البرقع على وجهها، فقلنا: إنّا سفر وفينا أجر،