فالبياض ولست بأبيض؛ وأمّا برنسه فسواد الشعر وأنا أصلع، ولكن لو قلت:
ما أحلاك وما أملحك. كان أولى.
أبو اليقظان قال: كان يسمّى جيش ابن الأشعث جيش الطواويس، لكثرة من كان فيه من الفتيان المنعوتين بالجمال.
قال: وقال أبو اليقظان: سمع عمر بن الخطاب قائلا بالمدينة يقول: [طويل]
أعوذ بربّ الناس من شرّ معقل ... إذا معقل راح البقيع مرجّلا «١»
يعني معقل بن سنان الأشجعيّ، وكان قدم المدينة؛ فقال له عمر:
الحق بباديتك.
وسمع امرأة ذات ليلة تقول:[بسيط]
ألا سبيل الى خمر فأشربها ... أم هل سبيل إلى نصر بن حجّاج
وهذا نصر بن حجّاج بن علاط البهزيّ، وكان من أجمل الناس، فدعا به عمر فسيّره إلى البصرة- فأتى مجاشع بن مسعود السّلميّ فدخل عليه يوما وعنده امرأته شميلة «٢» وكان مجاشع أمّيّا، فكتب نصر على الأرض: أحبّك حبّا لو كان فوقك لأظلّك، أو تحتك لأقلّك «٣» ؛ فكتبت هي: وأنا والله كذلك؛ فكبّ مجاشع على الكتابة إناء ثم أدخل كاتبا فقرأه، فأخرج نصرا وطلّقها- فقال نصر بن حجّاج:[طويل]