للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر: [طويل]

لها جسم برغوث وساقا بعوضة ... ووجه كوجه القرد بل هو أقبح

وتبرق عيناها إذا ما رأيتها ... وتعبس في وجه الضّجيع وتكلح «١»

وتفتح- لا كانت- فما لو رأيته ... توهّمته بابا من النار يفتح

فما ضحكت في النّاس إلّا ظننتها ... أمامهم كلبا يهرّ وينبح «٢»

إذا عاين الشيطان صورة وجهها ... تعوّذ منها حين يمسي ويصبح

وقد أعجبتها نفسها فتملّحت ... بأيّ جمال ليت شعري تملّح

رأى أعرابيّ امرأة في شارة وهيئة، فظنّ بها جمالا، فلما سفرت فإذا هي غول؛ فقال: [طويل]

فأظهرها ربّي بمنّ وقدرة ... عليّ ولولا ذاك متّ من الكرب

فلمّا بدت سبّحت من قبح وجهها ... وقلت لها السّاجور خير من الكلب «٣»

كان سعيد بن بيان التّغلبيّ سيّد بني تغلب، وكانت تحته برّة «٤» وكانت من أجمل النساء، فقدم الأخطل الكوفة على بشر بن مروان، فدعاه سعيد بن بيان واحتفل ونجّد بيوته واستجاد طعامه وشرابه، فلما شرب الأخطل جعل ينظر إلى وجه برّة وجمالها، وإلى وجه سعيد وقبحه؛ فقال له سعيد: يا أبا مالك، أنت رجل تدخل على الخلفاء والملوك فأين ترى هيئتنا من هيئتهم! فقال الأخطل: ما لبيتك عيب غيرك؛ فقال سعيد: أنا والله أحمق منك يا نصرانيّ حين أدخلك منزلي، وطرده. فخرج الأخطل وهو يقول: [طويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>