فلقيت ابن سلام فقلت: لو رأيتني خرجت إلى الطور فلقيت كعباً فقلت له في ساعة الجمعة: فقال كعب: هي في كل سنة، فقال ابن سلام: كذب كعب. قلت: ثم قرأ كعب فقال: صدق رسول الله ﷺ هي في كل جمعة، فقال عبد الله بن سلام: صدق كعب إني لأعلم تلك الساعة. فقلت: يا أخي حدثني بها. قال: هي آخر ساعة من يوم الجمعة قبل أن تغيب الشمس. قلت: أليس قال النبي ﷺ لا يصادفها مؤمن يصلي؟ قال: أليس قال: من جلس ينتظر الصلاة فهو في صلاة».
اختلف علماء السلف في هذه الساعة التي في الجمعة، فروي عن أبي هريرة –﵁ قال: هي من بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ومن بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس. وقال أبو الحسن وأبو العالية: هي عند زوال الشمس. وقال أبو ذر –﵁: هي ما بين أن تزيغ الشمس بشبر إلى ذراع. وقالت عائشة –﵂: هي إذا أذن المؤذن بالصلاة. وقال ابن عمر –﵁: هي الساعة التي اختار الله فيها الصلاة.
وقال أبو أمامة –﵁: إني لأرجو أن تكون في هذه الساعة: إذا أذن المؤذن، أو إذا جلس الإمام على المنبر، أو عند الإقامة. وقال الشعبي: هي ما بين أن يحرم البيع إلى أن يحل. وقال أبو موسى –رفعه إلى النبي ﷺ: هي ما بين أن يجلس الإمام إلى انقضاء الصلاة. فأما حجة من قال: إنها بعد العصر، فقوله ﷺ: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم، قالوا: فهذه الساعة وقت عروج الملائكة وعرض الأعمال على الله –﷿ فيوجب الله فيه مغفرته للمصلين.
وروي عن علي –﵁ رفعه إلى النبي ﷺ قال: إذا فاءت الأفياء وراحت الأرواح فاطلبوا إلى الله تعالى حوائجكم