علمه الله، قال: فإن جبريل –﵇ أتاني حين رأيت ولم يدخل علي وقد وضعت ثيابك فناداني فأخفى منك فأجبته فأخفيت منك أن قد رقدت، وكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي، فأمرني أن آتي البقيع فأستغفر لهم، قلت: كيف أقول يا رسول الله؟ قال: قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله لاحقون».
قوله:(إلا ريثما ظن): أي إلا قدر ما ظن، وقوله:(ثم انتعل رويداً): أي متمهلاً غير مستعجل، (الدرع): قميص المرأة، (الإحضار): نوع من الإسراع وكذلك الهرولة، وقوله (حشياً رابية): أي قد وقع عليك الحشا والربو، يقال: حشا يحشي إذا أصابه البهر، وهو أن يغلب عليه النفس من عدو أو جهدٍ، (السواد): الخيال والشخص، وقوله:(فلمزني): أي فضربني، وقوله:(وقد وضعت ثيابك): أي في تلك الحال، و (الحيف): الجور.
١٥٤٣ - أخبرنا أبو الفتح الصحاف في كتابه، أنبأ محمد بن عبد الله بن صالح، أنبأ أبو محمد بن حيان، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن عبد الله الأسدي، ومعاوية بن هشام، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه قال:
«كان رسول الله ﷺ يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر كان قائلهم يقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، ونسأل الله لنا ولكم العافية».