له قفل قلبه، فجعل في قلبه الإيمان واليقين والصدق، وجعل قلبه وعاءً واعياً لما سلك فيه، وجعل قلبه سليماً، ولسانه صادقاً، وخليقته مستقيمة، وجعل أذنه سميعة، وعينه بصيرة، ولم يؤت الله أحداً من الناس شيئاً هو شر من أن يسلك في قلبه الريبة وجعل عينه شرهة مشرفة متطلعة لا ينفعه المال، وإن أكثر له، وغلق الله القفل على قلبه فجعله ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء».
١٦٢٠ - أخبرنا أبو رجاء بندار، أنبأ محمد بن أحمد الكاتب، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا سليمان بن الربيع بن هشام قال: سمعت كادح الزاهد ويكنى أبا عبد الله، رأيته بقزوين من خمسين سنة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال:
«وضع عمر بن الخطاب ﵁ ثماني عشرة كلمة حكمة، قال: ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شراً، وأنت تجد لها في الخير محملاً، ومن تعرض للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن، ومن كتم سره كانت الخيرة بيده، وعليك بإخوان الصدق تعيش في أكنافهم، فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء، وعليك بالصدق وإن قتلك الصدق، ولا تعترض فيما لا يعنيك، ولا تسل عما لم يكن، فإن فيما كان شغلاً عما لم يكن، ولا تطلبن حاجتك إلا ممن يحب نجاحك، ولا تتهاون بالحلف الفاجر، ولا تصاحب الفجار فتعلم فجورهم، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من يخشى الله، واستعصم عند المعصية، واستشر في أمرك الذين يخشون الله قال الله ﷿: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾».